عبد الرحمن بن اسماعيل بن ابراهيم بن عثمان بن أبي بكر بن عباس ابن محمد أبو القاسم شهاب الدين المقدسي الأصل الدمشقي المولد والدار والوفاة ، الفقيه الشافعي المعروف بأبي شامة ، مولده ليلة الجمعة الثالث والعشرين من ربيع الآخر بدمشق سنة تسع وتسعين ، قرأ القرآن والعربية وتفقه ، وسمع وحدث ، واختصر تاريخ دمشق للحافظ ابن عساكر ، وصنف فنون كثيرة ، وكان عالما فاضلا متقنا متفننا ، عنده مشاركة في كثير من العلوم ، واستقلال ببعضها ، لكنه كان كثير الغض من العلماء والأكابر والصلحاء ، والطعن عليهم والتنقص لهم ، وذكر مساوىء الناس ، وثلب أعراضهم ، ولم يكن بمثابة من لا يقال فيه ، فقدح الناس فيه ، وتكلموا في حقه ، وكان عند نفسه عظيما ، فسقط بذلك من أعين الناس ، مع ما كان عليه من ثلب العلماء والأعيان وذكر ما يشينهم به ، وله نظم متوسط ، وفيه كثرة ، وكانت وفاته في التاسع عشر من شهر رمضان سحرا ، ودفن من يومه بمقابر باب الفراديس ، رحمهالله ، وكان ولي في آخر عمره مشيخة دار الحديث الأشرفية رحم الله واقفها بدمشق ، بعد القاضي عماد الدين عبد الكريم بن الحرستاني رحمهالله ، ودرس وأفتى ، ومن شعره :
قلت لمن قال ألا تشتكي |
|
ما قد جرى فهو عظيم جليل |
يقيض الله تعالى لنا |
|
من يأخذ الحق ويشفي الغليل |
إذا توكلنا عليه كفى |
|
فحسبنا الله ونعم الوكيل |
وكان قد وقف معظم كتبه وشرط شروطا ضيق فيها ، فأوجب ذلك إلغاء شروطه بالكلية ، وعدم التقيد بشيء منها ، وبالجملة فكان غير موفق في معظم حركاته رحمهالله تعالى وإيانا ، وسامحه بما نال من أعراض المسلمين ، وتجاوز عنا وعنه ، ومن تواليفه شرح مدائح النبي صلىاللهعليهوسلم مجلد ، شرح قصيدة الشاطبي مجلدين ، مختصر تاريخ دمشق الأكبر خمسة عشر مجلدا ، المختصر الأصغر خمس مجلدات ،