قاضي القضاة تاج الدين ، وولي النظر في الخانكاه الشيخ شمس الدين الحنبلي ، وفوض النظر في مدرسة الشافعي رضياللهعنه بالقرافة لبهاء الدين علي بن عيسى نيابة عن الصاحب فخر الدين بن الوزير بهاء الدين ، وهذه المناصب جميعها كانت بيد تاج الدين خلا الخطابة.
وفي ثامن ذي القعدة توجه الأمير عز الدين الحلي إلى الحجاز ، وباشر نيابة السلطنة بالديار المصرية الخازندار.
وفي يوم الثلاثاء رابع عشر ذي الحجة ، وصل الملك الظاهر من الشام إلى القاهرة ، وفي العشرين منه أمر بتسمير جماعة كانوا محبوسين بخزانة البنود ، منهم الملك الأشرف بن شهاب الدين غازي ، والناصح ضامن بلاد الواحات وغيرهما.
وفيها توفي بركة ملك التتار ، وقام مكانه منكوتمر بن طغان بن صرطق بن تولي بن جنكيز خان ، فجمع عساكره ، وقدم عليها مقدما وسيره إلى بلاد أبغا ، فجمع أبغا عساكره ، وساق إلى أن نزل على نهر كور ، وأحضر المراكب والسلاسل ، وعمل جسرين على النهر ، وعدا إلى جهة منكوتمر ، وما زال سائرا حتى نزل على النهر الأبيض ، فعدا منكوتمر بعساكره من شماخي ، وشروان ، وهما جبلان ، وما زال إلى أن وصل إلى النهر الأبيض ، ونزل من الجانب الشرقي ، وعسكر أبغا في الغرب ، ولبسوا آلة الحرب ، وتراسلوا ، وبعد ثلاث ساعات من النهار حرك أبغا كوساته ، وقطع النهر الأبيض ، وحمل على منكوتمر وكسره ، ولم يزل في طلبه والسيف يعمل إلى جبلي تماخى وشروان ، فرد عسكر منكوتمر إلى عسكر أبغا فلم يتحرك أبغا وثبت لهم ، ولم يزالوا كذلك إلى العشاء الآخرة ، وهرب منكوتمر إلى بلاده ، ورجع أبغا بعد أن كسب كسبا عظيما ، وعدا من الجسور المنصوبة ، ونزل على نهر كور ، وجمع كبراء دولته ، وشاورهم على عمل سور من خشب على نهر كور ، فقالوا : مصلحة ، فقام وقاس البحر من حد تفليس إلى حد كسيسي فكان جزء