متولي الثغر أن يحمل إليه في كل يوم من بيت المال مائة دينار ، وأن ينسج له في دار الطراز ما يقترحه ، وينفق عليه من بيت المال أيضا.
وفيها شرع في بناء جامع الحسينية في ميدان قراقوش ، في منتصف جمادى الآخرة ، والمتولي لذلك الصاحب بهاء الدين ، وعلم الدين سنجر المنصوري متولي القاهرة إذ ذاك فبني أحسن بناء ، وزخرفت جهة القبلة ، وعمل على جهة المحراب قبة عظيمة ، وتمت عمارته في شوال سنة سبع وستين ، ورتب به إمام حنفي ، ووقف عليه حكر ما بقي من الميدان.
وفي يوم السبت العشرين من جمادى الآخرة ، توجه الملك الظاهر إلى الشام ، وصحبته صاحب حماة عازما على عمارة صفد ، واستصحب معه البنائين والنجارين ، فأقام عليها مدة ، ووصله الخبر بأن طائفة من التتار قصدت البيرة ، فسار مبادرا إلى دمشق ، فبلغه عودهم ، فعاد إلى صفد وعمر الباشورة ، وجدد في القلعة أبراجا ، ثم رحل عنها وقصد الكرك.
وفي تاريخ خروجه من الديار المصرية إلى الشام وصل فارس الدين آقوش عائدا من الرسالة التي كان توجه فيها سنة إحدى وستين إلى بركة ، فاستولى عليه وعلى من معه ، وأعاقه مدة ، ثم أفرج عنه بعد أن أخذ جميع موجوده.
وفي شعبان ولي الخطابة بمصر عز الدين بن الشهاب ، بحكم وفاة خطيبها شرف الدين عبد القادر الطوخي ، وولي قضاء القضاة بالقاهرة والوجه الشرقي تقي الدين محمد بن الحسين بن رزين في التاسع من شعبان ، وولي القضاء بمصر والوجه القبلي محيي الدين أبو محمد عبد القادر بن قاضي القضاة شرف الدين محمد المعروف بابن عين الدولة الاسكندري ، وولي النظر في ديوان الأحباس تاج الدين علي بن القسطلاني وولي تدريس الشافعية في المدرسة الصالحية صدر الدين ابن