وحضر عند الشيخ عبد الله اليونيني الكبير قدس الله روحه ، وطلب منه أن يلبسه خرقة ، فأعطاه قميصه كأنه تفرس فيه الخير والصلاح ، وكانت وفاته في العشرين من جمادى الأولى بظاهر مصر ، ودفن من يومه بسفح المقطم ، رحمهالله ...
السنة الحادية والستون وستمائة
دخلت هذه السنة والخليفة المستنصر بالله قد قتل ، وملوك الطوائف على حالهم في السنة الخالية ، والملك الظاهر بقلعة الجبل من الديار المصرية. فمن المتجددات فيها مبايعة الحاكم بأمر الله
باب في مبايعته
وهو التاسع والثلاثون من خلفاء بني العباس رضياللهعنه ، وهو الامام الحاكم بأمر الله أبو العباس أحمد بن الأمير أبي علي القبي ابن الأمير علي بن الأمير أبي بكر ابن الإمام المسترشد بالله ، أبي منصور الفضل بن الإمام المستظهر بالله أبي العباس أحمد ، بويع بالخلافة في قلعة الجبل ظاهر القاهرة ، يوم الخميس تاسع المحرم سنة إحدى وستين وستمائة ، وكان وصل إلى قلعة الجبل في السنة الخالية ، على ما تقدم شرحه.
فلما كان في التاريخ المذكور جلس الملك الظاهر مجلسا عاما فيه أعيان الناس من القضاة والأمراء ، والعلماء ، وجماعة من التتار الوافدين ، وحضر الإمام الحاكم إلى الإيوان الكبير بقلعة الجبل ، راكبا ، وبسط له إلى جانب السلطان ، وذلك بعد ثبوت نسبه ، وأمر الملك الظاهر بعمل شجرة نسب له فعملت ، وقرئت على الناس ، ثم أقبل الملك الظاهر إليه وبايعه على كتاب الله وسنة رسوله صلىاللهعليهوسلم ، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والجهاد ، وأخذ أموال الله بحقها ، وصرفها في مستحقها ، والوفاء بالعهود وإقامة الحدود ، وما يجب على الأئمة فعله