توفي عبد الواحد المذكور في سنة احدى وثمانين وأربعمائة ، وكانت وفاة الشيخ عز الدين رحمهالله في العاشر من جمادى الأولى بالقاهرة ، ودفن من الغد بسفح المقطم ، ونزل الملك الظاهر لشهود جنازته ، وكذلك سائر أرباب الدولة ، والجند ، والعوام ، وغيرهم ، ولم يتخلف عن شهود جنازته إلا القليل من الناس ، وشهرته تغني عن الإطناب في ذكره رحمهالله ...
عمر بن أحمد بن هبة الله بن محمد بن هبة الله بن أحمد بن يحيى بن زهير بن هارون موسى بن عيسى بن عبد الله بن محمد بن عامر بن أبي جرادة بن ربيعة بن خويلد بن عوف بن عامر بن عقيل أبي القاسم كمال الدين العقيلي الحلبي الفقيه الحنفي ، الكاتب المجيد ، المعروف بابن العديم مولده بحلب في العشر الأول من ذي الحجة سنة ثمان وثمانين وخمسمائة ، سمع من أبيه أبي الحسن ، وعمه أبي غانم محمد ، وأبي هاشم عبد المطلب بن الفضل الهاشمي وعمر بن طبرزد ، وأبي اليمن الكندي ، وأبي القاسم عبد الصمد بن محمد الحرستاني وجماعة كثيرة غيرهم ، وحدث بالكثير في بلاد متعددة ودرس ، وأفتى ، وصنف وكان إماما عالما فاضلا مفننا في العلوم ، جامعا لها ، أحد الرؤساء المشهورين ، والعلماء المذكورين ، وترسل إلى الخليفة والملوك مرارا كثيرة ، وكان له الوجاهة العظيمة ، والحرمة الوافرة عند الخلفاء والملوك وغيرهم ، وهو مع ذلك كثير التواضع ، ولين الجانب ، وحسن الملتقى ، والبشر لسائر الناس ، مع ما هو منطو عليه من الديانة الوافرة ، والتحري في أقواله وأفعاله ، وأما خطه ففي غاية الحسن والجودة ، باع الناس منه شيئا كثيرا على أنه خط علي بن هلال البواب الكاتب المشهور ، وله معرفة بالحديث والتاريخ ، وأيام الناس ، وجمع لحلب تاريخا كبيرا أحسن فيه كاشاء ، ومات وبعضه مسودة لم يبيضه ، ولو تكمل تبييضه كان أكثر من أربعين مجلدا ، وكان حسن الظن بالفقراء والصالحين ، كثير البر لهم ، والاحسان إليهم ،