عبد العزيز بن عبد السلام بن أبي القاسم بن الحسن بن محمد بن المهذب أبو محمد عز الدين السلمي الدمشقي الشافعي ، الامام الفقيه العلامة شيخ الإسلام ، ومولده سنة سبع أو ثمان وسبعين وخمسمائة ، حضر أبا الحسين أحمد بن حمزة بن الموازيني وابا طاهر الخشوعي ، وسمع من الحافظ أبي محمد القاسم بن علي الدمشقي وابن طبرزد ، وحنبل ، وعبد الصمد بن الحرستاني وغيرهم ، وحدث ودرس في عدة مدارس بالشام ، والديار المصرية وأفتى سنين متطاولة ، وكانت الفتاوى تأتيه من الأقطار ، وكان في آخر عمره لا يتقيد في فتاويه بما يقتضيه مذهب الإمام الشافعي رحمة الله عليه بل يفتي بما يؤدي إليه اجتهاده ويترجح عنده بالدليل ، وصنف التصانيف المفيدة النافعة ، وتولى الحكم بمصر ، والوجه القبلي مدة مع الخطابة بجامعها العتيق ، وكان ولي الخطابة بجامع دمشق مدة ، وكان علم عصره في العلم جامعا لفنون متعددة ، عارفا بالأصول والفروع ، والعربية والتفسير مع ما جبل عليه من ترك التكلف والصلابة في الدين ولما كان مباشرا للخطابة والامامة بجامع دمشق سلم الملك الصالح عماد الدين رحمهالله إلى الفرنج صفد والشقيف سنة تسع وثلاثين وهما من الفتوحات الصلاحية ليعتضد بهم ، فأنكر الشيخ عز الدين هذا الفعل غاية الانكار ، وبسط لسانه بالقول ، ووافقه على ذلك الشيخ جمال الدين أبو عمرو بن الحاجب المالكي رحمهالله ، وكان كبير القدر أيضا في العلم والدين وبلغ الملك الصالح عماد الدين أنهما ينالان منه بسبب ذلك ، فغضب غضبا شديدا ففارقا دمشق ، فمضى الشيخ جمال الدين إلى الكرك ، فأقام عند الملك الناصر داود رحمهالله مدة ، فأقبل عليه وأحسن إليه ، ثم سافر إلى الديار المصرية ، وأقام بها إلى ان مات رحمهالله ، وأما الشيخ عز الدين فمضى إلى الديار المصرية ، فأقبل عليه الملك الصالح نجم الدين غاية الإقبال لفضيلته ، وديانته ولتشنيعه على عمه الملك الصالح عماد الدين ، واتفقت وفاة القاضي شرف الدين ابن عين الدولة قاضي القاهرة ، والوجه البحري ، فنقل