المذكور ، والملك الظاهر علي ، وقد تقدم ذكره وأمهما أم ولد تركية ، وشقيقتهما تزوجها الملك الأمجد مجد الدين الحسن بن الملك الناصر داود رحمهالله ، فمات عنها بعد أن أولدها الأمير صلاح الدين محمود ، ثم ماتت ، وخلف ابنتين غيرها إحداهما عائشة خاتون ، وأمها فاطمة خاتون بنت الملك الكامل ، تزوجها الملك المنصور صاحب حماة ، وأولدها الملك المظفر تقي الدين محمود والأخرى غازية خاتون أمها أم ولد ، فقد عقدها بحلب على السلطان غياث الدين كيخسرو بن كيقباذ ملك الروم فمات ، ولم تحمل إليه ، ثم تزوجها الملك السعيد فتح الدين عبد الملك بن الملك الصالح عماد الدين اسماعيل فماتت عنده ، وكان الملك العزيز عالي الهمة ، كريم الأخلاق ، واسع الصدر كثير الصفح ، والتجاوز حازم الرأي جوادا ممدحا مدحه جماعة من الشعراء ، فكان يجزيهم الجوائز السنية ، ولما أخذ شيزر في سنة ثلاثين وستمائة من الأمير شهاب الدين يوسف بن عز الدين مسعود بن سابق الدين عثمان ابن الداية قال شهاب الدين يحيى بن خالد ابن القيسراني يهنئه :
يا مالكا عم أهل الأرض نائله |
|
وخص إحسانه الداني مع القاصي |
لما رأت شيزر رايات نصرك في |
|
أرجائها ألقت العاصي إلى العاصي |
فأعطاه جملة عظيمة ، وكان عمر الملك الناصر لما أفضى إليه الملك بعد وفاة والده نحو سبع سنين ، وقام بتدبير مملكته الأمير شمس الدين لؤلؤ الأميني ، والأمير عمر بن مجلي ، ووزير الدولة جمال الدين القفطي ويحضر معهم جمال الدولة إقبال الخاتوني في المشورة ، فإذا اتفق رأيهم على شيء ، دخل جمال الدولة إلى الصاحبة ضيفة خاتون بنت الملك العادل والدة الملك العزيز ، وعرفها ما اتفق الجماعة عليه ، فكانت الأمور منوطة بها ، ولما تقررت هذه القواعد توجه القاضي زين الدين بن الاستاذ وبدر الدين بدر بن أبي الهيجاء رسولين إلى الملك الكامل ، واستصحبا معهما كزاغند الملك العزيز وزرديته ، وخوذته ومركوبه ، فلما وصلا إلى الديار