الملك الناصر إلى غزة ، فانضاف إليه أخوه الملك الظاهر ، ومن معه فصفح عنهم ، وصاروا في خدمته وتوجه الملك الظاهر مع أخيه الملك الناصر إلى قطيا ، وعاد معه ، ولو لا اتسامه بالسلطنة تلك الأيام لدخل الديار المصرية ، لكنه خاف أن يتخيل منه الملك المظفر فيقبضه ، ولما توجه الملك الناصر إلى هولاكو كان معه ، فلما قتل قتل معه أيضا ، كان قتله في أوائل هذه السنة أو في أواخر سنة ثمان وخمسين ، وخلف الملك الظاهر ولدا ذكرا اسمه زبالة ، كان مفرط الجمال وأمه تعرف بوجه القمر ، كانت من حظايا الملك الناصر ، فوهبها لأخيه الملك الظاهر ، فلما قتل تزوجها الأمير جمال الدين ايدغدي العزيزي ، فلما مات عنها تزوجها الأمير بدر الدين بيسري الشمسي ، ثم درج الولد زبالة المذكور ، رحمهالله تعالى بالديار المصرية ......
يوسف بن محمد بن غازي بن يوسف بن أيوب بن شاذي أبو المظفر السلطان الملك الناصر صلاح الدين ، ومولده في يوم الأربعاء تاسع شهر رمضان المعظم سنة سبع وعشرين وستمائة بحلب بقلعتها ، ولما ولد زين البلد ، ولبس العسكر أحسن زي وأظهر من السرور والابتهاج بمولده ما جاوز الحد ، وتوفي والده الملك العزيز غياث الدين أبي المعالي محمد بن الملك الظاهر في عنفوان شبابه ، وعمره ثلاث وعشرون سنة وشهور ، وكان قد توجه إلى حارم للتنزه ، وكان له بها جوسق تحته نهر ، وإلى جانبه بستان ، فنزل به ثم حضر الحلقة لرمي البندق ، واغتسل بماء بارد ، فحم ودخل حلب ، وهو موعوك ، ودامت به الحمى ، وقوي مرضه فاستحلف الناس لولده الملك الناصر ، وأرسل كمال الدين ابن العديم إلى أخيه الملك الصالح صلاح الدين أحمد بن الملك الظاهر صاحب عين تاب ، فاستحلفه لابنه بعد نفسه ، وكان الملك العزيز عادلا رقيق القلب ، رحوما ، مشفقا على رعيته ، متوددا إليهم ، مائلا إلى أهل الخير ، محبا لأهل العلم والفضل ، وخلف من الولد : الملك الناصر