فجاءني الطبع من المخرج المعتاد أولا ، وها أنا على حالي إلى الآن على ذلك ، قال مجد الدين : رأيت ذلك المخرج والبخش ، وقد ألحم من داخل ، وكان البيض له جبار ، وقال مجد الدين : وذكر لي أن في كل سنة لا بد له أن يشرق مائتي بيضة ، قال : وأجد بها راحة كثيرة عند استعمالها ، رحمهمالله وإيانا أجمعين ...
علي بن محمد بن غازي بن يوسف بن أيوب بن شاذي ، الملك الظاهر سيف الدين ، كان جميل الأوصاف ، حسن الصورة كريم الأخلاق ، شجاعا جوادا ممدحا ، وهو شقيق الملك الناصر صلاح الدين يوسف رحمهالله ، أمهما أم ولد تركية ، وكان الملك الناصر يحبه محبة شديدة ، ولما كان في أواخر سنة سبع وخمسين أعطاه الملك الناصر أماكن من جملتها الصلت ، وقلعتها واتفق أن جماعة من الناصرية ، والعزيزية مالوا إليه ، وأرادوا تملكه ، والقبض على الملك الناصر ، فأوجب ذلك وحشة اقتضت أن الملك الظاهر فارق الملك الناصر في أوائل سنة ثمان وخمسين ، وتوجه بحريمه إلى قلعة الصلت ، تركهم بها ، وقصد غزة فاجتمع على طاعته الأمير ركن الدين بيبرس البندقداري بمن معه من البحرية ، وجماعة من الناصرية ، والعزيزية ، والشهرزورية ، وسلطنوه عليهم ، ثم لما بلغهم أن التتر قد دهموا البلاد ، وملكوا قلعة حلب ، اتفق هو والأمير ركن الدين أن يرسلا إلى الملك المظفر قطز رحمهالله ، ويقررا معه الاتفاق معهما ليكون عضدا لهما فأرسلا رسولين ، أما رسول الأمير ركن الدين ، فكان الأمير علاء الدين طيبرس الوزيري ، وحمله رسالة باطنة مضمونها أن يستوثقوا له من الملك المظفر ليقدم عليه ، وظاهرها ما اتفقا عليه ، فلما وصلا إلى الملك المظفر أجاب الملك الظاهر سيف الدين بأنه عضده وإن الجأته ضرورة إلى دخول الديار المصرية آواه وأحسن إليه ، وأجاب الأمير ركن الدين إلى ما طلب ، وحلف له ، فعندما عاد بالجواب ، توجه الأمير ركن الدين إلى الديار المصرية ، وقدم في اثر ذلك