الظاهر ، والشيخ عز الدين والقاضي تاج الدين والحاضرون ، ونودي بالقاهرة ، ومصر بخلافته ، ولقب المستنصر بالله لقب أخيه ، ويوم الجمعة التالية لهذه البيعة حضر الملك الظاهر والأكابر ، والقضاة ، وخطب للخليفة خطبة مختصرة ، وصلى بالناس صلاة العصر ، ونثرت الدارهم ، والدنانير باسمه ، وخلع على الملك الظاهر خلعة سوداء وعمامة مذهبة وطوق ذهب وركب بالخلعة.
ذكر تبريز الملك الظاهر والخليفة للمسير إلى الشام
في شهر رمضان برز الملك الظاهر ، وضرب دهليزه خارج باب النصر ، وبرزت العساكر للتوجه إلى الشام ، وكان قد قدم إلى خدمة الملك الظاهر الملك الصالح ابن صاحب الموصل ، وأخوه صاحب الجزيرة فنزلا في المخيم السلطاني خارج البلد ، وكنا ذكرنا أن الملك المظفر رحمهالله لما كسر التتر وقدم دمشق عزل القاضي محيي الدين يحيى بن الزكي وولى عوضه القاضي نجم الدين ابن سني الدولة ، إلى أثناء هذه السنة ، فتحدث الناس فيه بأمور نسبت إليه ، وبلغ الملك الظاهر ذلك ، فاستشار الأمير جمال الدين ايدغدي العزيزي ، فأشار عليه أن يولي القضاء بدمشق القاضي شمس الدين أحمد ابن خلكان ، وكان ينوب عن القاضي بدر الدين السنجاري بالديار المصرية زمن ولايته لها ، فأجاب الملك الظاهر إلى ذلك ، وتقدم بأن يسافر القاضي شمس الدين صحبته.
وفي هذه الأيام ولى الملك الظاهر القاضي برهان الدين الخضر بن الحسن القضاء بمدينة مصر ، وعملها ، وهو الوجه القبلي ، وبقيت القاهرة وعملها ، وهو الوجه البحري في ولاية القاضي تاج الدين.
وفي هذه الأيام والملك الظاهر مبرز بالعساكر خارج القاهرة ، عزم على انفاذ رسول إلى منفريد بن الانبرطور فرديك ، وكان الملك الكامل أرسل إلى الأنبرطور الأمير فخر الدين يوسف بن شيخ الشيوخ يطلب