منه القدوم إلى الشام ليشغل سر أخيه الملك المعظم ، وذلك لما انتمى الملك المعظم إلى السلطان جلال الدين سلطان العجم ، فقدم إلى الشام بعد موت الملك المعظم ، وندم الملك الكامل على استقدامه إذ لم يبق له حاجة إليه ، وجرت المراسلات بينه وبين الملك الكامل ، واتفقا على أن يتسلم الانبرطور البيت المقدس ، فتسلمه ثم رحل إلى بلاده ، ثم توفي الملك الكامل ، وصارت مصر لابنه الملك العادل ، ثم لأخيه الملك الصالح نجم الدين بن الكامل فأرسل إليه الملك الصالح نجم الدين الشيخ سراج الدين الأرموي قريب الشيخ أفضل الدين الخونجي قاضي مصر ، وكان إماما في المعقولات ، وكان الانبرطور محبا للفضائل ، والعلوم الحكمية ، وغيرها فأقبل على سراج الدين ، وأقام عنده مدة طويلة وصار بين الانبرطور ، وبين الملك الصالح نجم الدين مودة عظيمة كما كانت بينه وبين أبيه الملك الكامل ، ثم عاد سراج الدين إلى الديار المصرية ، ولما توفى الانبرطور ملك بعده انبولية والانبردية ، وجزيرة صقلية ، ولده كنراد ثم توفي وملك منفريد أخوه ، وكان كنراد وأخوه منفريد يريان رأى أبيهما في محبة الفضائل العلمية ، وبينهما وبين البابا خليفة الأفرنج العداوة الشديدة ...
فصل
وفيها توفي ...
اسماعيل بن شيركوه بن محمد بن شيركوه الملك الصالح نور الدين ابن صاحب حمص ، كان له اختصاص كبير بالملك الناصر صلاح الدين يوسف رحمهالله ، وقرب منه ، وكان عنده حزم وعزم وسياسة ، وكان من رأيه مداراة التتر وعدم مشاققتهم ، وكان يعضد الزين الحافظي عند الملك الناصر ، ويثني عليه ، ويشكره ، فكان يقال إن الزين الحافظي أحضر له فرمانا من هولاكو ، وأن للملك الصالح باطنا مع التتر وأنه لم يدخل الديار المصرية مع العساكر لذلك لا محافظة للملك الناصر ،