يدعى أحمد بغا ، ورده إلى ماردين ، وزاده نصيبين ، والخابور ، وأمره بهدم شراريف القلعة ، ثم ضرب بعد مفارقته له رقاب الجماعة ، وكانوا سبعين رجلا منهم الملك المنصور ناصر الدين أرتق بن الملك السعيد ، ونور الدين محمد وأسد الدين النحتي وحسام الدين عزيز النحتي ، وفخر الدين ابن جاجري وعلاء الدين والي القلعة ، وعلم الدين بن جندر ، ولم يكن لأحد منهم ذنب لكن قصد بقتلهم قص جناح الملك المظفر.
وفيها كان المصاف بين الأخوين : ركن الدين ، وعز الدين صاحبي الروم على قرب من قونية في الخامس والعشرين من شهر رمضان فكسره ركن الدين لأنه كان معه نجدة من التتر ، وخامر على عز الدين العربان وأحد مقدمي التركمان ، وتأخر محمد بك الأوجي عنه ، وقتل من أصحاب عز الدين خلق كثير ، وأمسك منهم جماعة فشنقوا على الأسوار ، وانحاز عز الدين إلى أنطاكية ، وأقام بها وترك في بلاده شمس الدين أرتاش نائبا عنه.
وفيها وصل رسول رضي الدين أبي المعالي ، ونجم الدين اسماعيل ابن الشعراني المستوليين على حصون الاسماعيلية إلى الملك الظاهر بدمشق وعلى يده هدية ، ومعه رسالة مضمونها التهديد والوعيد ، وطلب ما كان لهما من الاقطاعات في الدولة الناصرية ، والرسوم ، فأجابهما إلى ذلك فلما عزم على التوجه إلى مرسليه وحضر لوداع الملك الظاهر قال له : بلغني أن الرضي قد مات ، وقد رأيت أن أوليك مكانه ، ولم يكن اتصل به شيء من ذلك ، فكان ذلك سببا لاستنزاله له عن سره ، ثم كتب له توقيعا بالولاية ، فتوجه المذكور فوجد الرضي في عافية ، فكتم التوقيع ولم يلبث إلا عشرة أيام حتى مرض الرضي أياما قلائل ، ثم مات ، فولي مكانه فلم ترض به الاسماعيلية وقتلوه ، فنقم عليهم الملك الظاهر قتله ، وشرع في إعمال الحيلة عليهم إلى أن استأصل شأفتهم ، واحتوى على بلادهم ، قلت هذا خلاصة ما كان على خاطري ، وما نقلته من مسودات كانت