مات دخل في طاعته ، فقال لهم عز الدين : هذا صحيح لكن أنتم أخربتم بلاده وقتلتم رعيته فبأي شيء يدخل في طاعته حتى يداري عنه؟ فقالا : نحن نضمن له أن إيل خان يعوضه عما خرب بلادا عامرة مما جاوره ، فلما عاد عز الدين وأخبره رده إليهم برسالة مضمونها إن أردتم أن أسير رسلي إلي إيل خان فابعثا لي رهائن من جهتكما تكون عندي إلى أن يرجعوا ، وترددت الرسل إلى أن بعث قطزنوين ولده ، وبعث جرمون ابن أخيه ، فلما صعدا القلعة بعث الملك المظفر نور الدين محمود ابن كلجار أخا الملك السعيد لأمه ، وأصحبه قطزنوين من جهة سابق الدين بلبان ، فوصلا إلى هولاكو ، وهو بمراغة ، وأديا الرسالة ، فأجاب إلى ما ضمنه قطزنوين وجرمون ، وكتب لهم بذلك فرامين ، وبعث بها من جهته مع قصاد وأبقى الرسل عنده ، وأمر بالرحيل عن ماردين ، فرحلوا في شهر رجب ، ثم بعث هولاكو الرسولين وأصحبهما كوهداي ، فوصلوا إلى ماردين وانتظم الصلح والهدنة بين الملك المظفر ، والتتر ، وأسلم كوهداي على يد الملك المظفر فأزوجه أخته.
ثم توجه الملك المظفر في شهر رمضان إلى هولاكو ، واستصحب معه هدية سنية من تحف ادخرها أبوه وأجداده من جملتها باطية مجوهرة قيمتها أربعة وثمانون ألف دينار ، فاجتمع به بصحراء أدرنة بنهر الباع من أعمال سلماس ، فأقبل عليه وأكرمه وقال له ؛ بلغني أن أولاد صاحب الموصل هربوا إلى مصر ، وأنا أعلم أن اصحابهم كانوا السبب ، فأترك أصحابك الذين وصلوا صحبتك عندي ، فإني لا آمن أن يحرفوك عني ويرغبوك في النزوح عن بلادك إلى مصر ، وإذا دخلت أنا البلاد استصحبتهم معي ، فأجابه إلى ذلك ، ثم انفصل عنه عائدا إلى بلده ، فلما كان في أثناء الطريق لحقته رسل تأمره بالعود فعاد وجلا فقال له هولاكو : أخبرني أصحابك أن لك باطنا مع صاحب مصر ، وقد رأيت أن يكون عندك من جهتي من يمنعك التسحب إليه ، ثم عين له أميرا