بالمدرسة النورية ، وكان الأمير علم الدين الحلبي عندما وصل جعل عنده في القلعة طائفة كبيرة من أهل نخلة مقدمهم علي بن عبود ، فسير إليهم بدر الدين بن رحال وأفسدهم فتدلوا من القلعة ليلا ، ونزلوا وترددت المراسلات بين الحلبي ، والبندقدار ، واستقر الحال على نزوله وتوجهه إلى خدمة الملك الظاهر حسبما يختار ، فخرج من القلعة راكبا حصانه ، وفي وسطه عدته ، وفي قربانه قوسان ، وهو كالأسد الهصور ، فحال ما بعدعن القلعة قدم له بغلة فتحول إليها وقلع العدة ، ووصل إلى دمشق وسار منها إلى الديار المصرية فأدخل على الملك الظاهر ليلا بقلعة الجبل ، فقام إليه واعتنقه ، وأدنى مجلسه وعاتبه عتابا لطيفا ، ثم خلع عليه ، ورسم له بخيل ، وبغال ، وجمال ، وقماش ، وغير ذلك.
وفي يوم الاثنين ثامن ربيع الأول ، فوض الملك الظاهر أمر الوزارة ، وتدبير الدولة إلى الصاحب بهاء الدين علي بن محمد [بن سليم بن حنا] وفي ربيع الآخر حضر عند الملك الظاهر أحد أجناد الأمير عز الدين الصقلبي وأنهى إليه أنه فرق ذهبا في جماعة من حاشيته ، وقرر معهم الوثوب على السلطان ، واتفق معه الأمير علم الدين الغتمي ، وبهادر ، والشجاع بكتوت ، فقبض الملك الظاهر عليهم.
وفي ربيع الآخر بعث الملك الظاهر عسكرا إلى الشوبك ، فتسلمه من نواب الملك المغيث بباطن كان بينهم ، وبين الظاهر.
وفيه قبض الملك الظاهر على الأمير بهاء الدين بغدي الأشرفي بدمشق ، وحمل إلى قلعة الجبل فلم يزل محبوسا بها إلى أن مات.
ذكر نزوح التتار عن حلب وما حدث بعد نزوحهم
كان الملك الظاهر جهز الأمير فخر الدين الطنبا الحمصي ، والأمير حسام الدين لاجين العينتابي في عسكر لترحيل التتار عن حلب ، فلما وصلوا غزة كتب الفرنج من عكا إلى التتار يخبرونهم ، فرحلوا عنها في أوائل جمادى الأولى ، فتغلب عليها جماعة من أحداثها وشطارها منهم