نجم الدين أبو عبد الله بن المنذر ، وعلي بن الأنصاري ، وأبو الفتح ، ويوسف بن معالي فقتلوا ونهبوا ونالوا أغراضهم ، ثم وصل إليها فخر الدين الحمصي والعينتابي بمن معهما من العسكر ، فخرجوا هاربين ، ولما دخلها العينتابي صادر أهلها ، وعذبهم حتى استخرج منهم ألف ألف وستمائة ألف درهما بيروتية ، وأقام بها إلى أن وصل إليها الأمير شمس الدين آقوش البرلي في جمادى الآخرة ، فخرج لتلقيه ظنا منه أنه جاء نجدة له ، وكان قد خرج من دمشق هاربا لما استشعر من الملك الظاهر ، فلما دخلها تغلب عليها فخافه فخر الدين الحمصي فأعمل الحيلة في الخلاص منه بأن طلب السفر إلى الملك الظاهر ليستميله إليه ، فمكنه من الخروج ، فلما توجه أخذ البرلي في مصادرة من كان في صحبة الحمصي ، وأبقى على العينتابي ، وأمر وأقطع ، ووفد عليه زامل بن علي بن حذيفة في أصحابه ، ففرق عليهم تسعة آلاف مكوكا مما احتاط عليه من الغلال التي كانت مطمورة بحلب ، وفرق في التركمان أربعة آلاف مكوكا أخرى.
وفي يوم الثلاثاء عاشر جمادى الأولى عرض الملك الظاهر ولاية القضاء بالديار المصرية على القاضي تاج الدين عبد الوهاب بن القاضي الأعز أبي القاسم خلف بن القاضي رشيد الدين أبي الثناء محمود بن بدر العلامي ، فشرط شروطا أغلظ فيها ، فأجابه السلطان إليها ، وصلى به الظهر ، وحكم بقية النهار ، وعزل القاضي بدر الدين أبو المحاسن يوسف بن علي السنجاري وعوق عشرة أيام ، ثم أفرج عنه.
وفي الثامن والعشرين منه ولى الامير جمال الدين موسى بن يغمور ولاية البحر ، وشد العمائر ، وولى الأمير صارم الدين قايماز المسعودي القاهرة ، وولى شجاع الدين جلدك الفائزي شد الدواوين.
ذكر وصول المستنصر بالله إلى القاهرة ومبايعته
كان هذا وهو أبو القاسم أحمد بن الظاهر بأمر الله أبي نصر محمد ابن الناصر لدين الله أبي العباس أحمد محبوسا ببغداد مع جماعة من بني