ورطل الشراب ستين درهما ، والجدي الرضيع أربعين درهما ، والدجاجة خمسة دراهم ، والبيضة درهما ونصف ، والبصلة نصف درهم ، والخس نصف درهم وباقة البصل درهما ، والبطيخة أربعين درهما ، والتفاحة خمسة دراهم حتى أكلت الميتة من شدة الغلاء.
وأما الأمير حسام الدين الجوكندار ، والأمير نور الدين علي بن مجلي ومن معهما من الناصرية ، لما تحققوا عود التتار إلى حلب ، ساقوا على حمية وعبروا المرج ، ولم يقربوا إلى دمشق ، وقصدوا الغور ، ثم إلى مصر فأقبل الملك الظاهر عليهم ، وكتب لهم المناشير بالأخبار بحلب ، ودمشق ، وعادوا بعدما استولى الملك الظاهر على دمشق.
وفي يوم الاثنين سابع صفر ركب الملك الظاهر من قلعة الجبل بأبهة الملك ، ونزل من وراء القاهرة ، ودخل من باب النصر ، وشق البلد ، وخرج من باب زويلة عائدا إلى القلعة ، والامراء وأعيان الأجناد مشاة بين يديه ، وكان هذا أول ركوبه في دست السلطنة ، ثم استمر بعد ذلك على الركوب للعب بالكرة وغيره.
ذكر انتزاع دمشق من يد الأمير علم الدين الحلبي
كان الملك الظاهر قد كتب إلى الأمراء الذين بدمشق يستميلهم إليه ، ويحضهم على منابذة علم الدين والقبض عليه ، فأجابوه وخرجوا عن دمشق منابذين له ، وفيهم الأمير علاء الدين البندقدار ، والأمير بهاء الدين بغدي ، فتبعهم الأمير علم الدين الحلبي بمن بقي معه من الأمراء والجند ، فهزموه وألجأوه إلى القلعة ، فأغلقها دونهم ، وذلك يوم السبت حادي عشر صفر ، ثم خرج من القلعة تلك الليلة ، وقصد بعلبك فدخل قلعتها ، ومعه قريب عشرين نفرا من مماليكه ، ودخل علاء الدين البندقدار دمشق ، واستولى عليها ، وحكم فيها نيابة عن الملك الظاهر ، وجهز إلى بعلبك لمحاصرة الأمير علم الدين الحلبي بدر الدين محمد بن رحال ، والأمير ... التركماني ، فحال وصولها دخلا المدينة ، ونزلا