بتنا على حالة ما شابها ريبه |
|
لم نعد ما سنّه المدفون في طيبه |
حتى بدا الصبح يرفل في ضيا شيبه |
|
وفارق الليل مشكورا على طيبه |
وأنشدني الأمير عز الدين المذكور ، للأمير حسام الدين أيضا :
لبيت داعي هواكم حين ناداني |
|
وقلت شأن الهوى العذري من شأني |
حفظي لعهد الهوى ديني وإيماني |
|
وحبكم صاحبي في طي أكفاني |
وأنشدني الأمير عز الدين للأمير حسام الدين أيضا :
أهوى رشأ من خالص الترك رشيق |
|
في الصحو معربد وفي السكر مفيق |
في فيه لعاشقيه در وعقيق |
|
ما أحسنه عندي عدو وصديق |
وقد تقدم في هذه الترجمة أن صاحب حمص أطلق بدر الدين محمد والد حسام الدين ، وأن الملك المجاهد كان حبسه بقلعة حمص مع الأمير سيف الدين بن أبي علي ، وشرح القصة في ذلك أن الأمير سيف الدين كان هو المشار إليه من بني أبي علي.
ولما ملك الملك المظفر تقي الدين محمود حماة سنة ثمان وعشرين وستمائة اجتذبه إليه وأقطعه سلمية ، وزوجه أخته ، وجعله عديل روحه ، والمتصرف في جميع ما تحويه يده ، وكان الملك المجاهد أسد الدين شيركوه صاحب حمص كثير التعدي على صاحب حماة ، وبينهما عداوة عظيمة ، ثم بعد موت الملك الكامل اتفق معه الملك الصالح عماد الدين على مثل ذلك ، فضعف عنهما ، فاستنجد بالفرنج ، وحضر إليه جماعة من خيالتهم وبنى لهم في حماة كنيسة ، ولبس الغفارة تقربا إليهم ليعتضد بهم على دفع الملك المجاهد ، والملك الصالح ، واتفق حضور الملك الصالح نجم الدين من المشرق ، وتسلمه دمشق من الملك الجواد على ما هو مشهور ، وعزم على قصد حمص وانتزاعها من صاحبها ، فحضر إليه جماعة من الأمراء المصريين ، فطلبوه ليملكوه الديار المصرية ، وقالوا له :