ويلقب الجنيد ، ومولده في رابع عشر صفر سنة اثنتين وستمائة ، وكان شيخا في حياة والده ، وكان والده كثير الانحراف عنه لا يلم به ، ويسميه الولد العاق ، وكان الكمال المذكور يسمي والده الشيخ الضال ، وبلغ ذلك الصاحب شرف الدين عبد العزيز رحمهالله وزير حماة ، فقال على سبيل المداعبة : كلاهما صادق واتفق ان كمال الدين أثبت بعد وفاة والده أنه أسند النظر إليه في الأوقاف النورية ، وغيرها وتحدث في ذلك ، ثم إدعى أنه اطلع على مطالب مدفونة بالديار المصرية ، واتصل ذلك بالملك الظاهر ركن الدين بيبرس رحمهالله ، فطلبه على البريد ، فلما وصل ذكر أنها في أماكن يحتاج في استخراجها إلى خراب آدر عظيمة ، وبنايات عظيمة ، فعزم الملك الظاهر على خراب ذلك لما أبداه له الكمال من عظم المال المدفون ، وجلالة قدره وشرع في ذلك فعدم الكمال عند الشروع فيه ، ولم يطلع له على خبر فيقال على سبيل الحدس أن بعض أرباب تلك الأملاك عمل على اغتياله والله أعلم.
وكان فقده وانقطاع خبره في أواخر سنة ستين وستمائة ، وخلف ابنة واحدة كانت زوجة تاج الدين عبد القادر بن السنجاري الحنفي وله منها أولاد ، فأثبت أن كمال الدين كان أسند إليه النظر في الأوقاف النورية وغيرها ، وباشر التناول منها من ذلك الوقت ، وأما ولد شرف الدين الصغير كان يلقب شمس الدين ، وكان يشهد في مركز العصرونية ، وتوفي إلى رحمة الله تعالى ، وخلف ولدا ذكرا ، وهو الآن في حدود العشرين سنة عند كتابة هذه الأسطر ، وذلك في سنة تسعين وستمائة ...
قطز بن عبد الله الملك المظفر سيف الدين رحمهالله ، كان أخص مماليك الملك المعز عز الدين أيبك التركماني رحمهالله به ، وأقربهم إليهم وأوثقهم عنده ، وهو الذي قتل الأمير فارس الدين أقطاي الجمدار ، وكان الملك المظفر : بطلا ، شجاعا مقداما ، حازما حسن التدبير ، ولم يكن يوصف بكرم ولا شح ، بل كان متوسطا في ذلك ، وقد ذكرنا استيلاءه