خبر وهو واقف بسناجقه وقرائنه وأصحابه ، ولما وقعت الهزيمة على المصريين ساق عز الدين أيبك التركماني وأقطاي في ثلاثمائة فارس طالبين الشام هاربين ، فعثروا في طريقهم بالشمس لؤلؤ ، والضياء القيمري ، فساق شمس الدين لؤلؤ إلى بين يدي عز الدين لؤلؤ ، فبلغني أن حسام الدين ابن أبي علي قال : لا تقتله لنأخذ به الشام ، فقال أقطاي : هذا الذي نصر بمائتين قناع قد جعلنا مخانيث فضربوا عنقه ، واعترضوا طلب السلطان ، فخامر بعض العزيزية مماليك أبيه عليه ، وجاء منهم جماعة إلى عز الدين وأقطاي وقالوا : إلى أين هذا السلطان ، وكسروا صناديقه ونهبوا ماله ، ورموه بالنشاب ، فأخذه نوفل البدوي وجماعة من مماليكه وأصحابه وساروا به إلى الشام ، وقد عطف المصريون على الملك المعظم ابن صلاح الدين فأسروه بعد أن أخرجوه وأخرجوا ولده تاج الملوك ، وأخذوا أخاه النصرة ، والأشرف ابن صاحب حمص ، والزاهر عمه والصالح إسماعيل ، وأعيان الحلبيين ، ومات تاج الملوك بن المعظم من جراحة كانت به ، فحمل إلى القدس فمات به ، وضرب الشريف المرتضى في وجهه بالسيف ضربة هائلة عرضا ، وأرادوا قتله ، فقال : أنا رجل شريف ابن عم رسول الله صلىاللهعليهوسلم فتركوه.
وفيها توفي تورانشاه بن الملك الصالح أيوب ، ويلقب بالمعظم ، قد ذكرنا مجيئه إلى الشام وذهابه إلى مصر ، واتفق كسرة الفرنج عند قدومه ، وتيمن الناس بطلعته ، واستبشروا بمشاهدته غير أنه بدت منه أسباب نفرت القلوب عنه ، فاتفقوا علي قتله ، منها : أنه كان فيه نوع خفة ، بلغني أنه لما دخل دمشق كان يجلس على السماط ، فإذا سمع فقيها يذكر مسألة وهو بعيد يصيح هو : لا نسلم ، وفيها أنه احتجب عن الناس أكثر من أبيه وما ألفوا من أبيه ذلك ، وكذا سمع مماليكه أبيه منه ، وما ألفوا من أبيه ذلك ، وكذا مع حظايا أبيه ، وكان إذا سكر يجمع الشموع ويضرب رؤوسها بالسيف فيقطعها ، ويقول : كذا أفعل بالبحرية ويسمى مماليك