الصغير ، وكان مسلما إلى ناصر الدين القيمري ، وكان المجاهد إبراهيم في القلعة ، فلما وصلوا إلى البابين كسرت الأقفال من الداخل ، وفتحت الأبواب ، فدخلوا ونهبوا دار جمال الدين بن يغمور ، وسيف الدين المشد ، وعسكر مصر ، ودمشق ، وأخذت خيولهم من اصطبلاتهم ، وأموالهم وأثاثهم من دورهم ، ودخل ابن يغمور القلعة ، ثم نودي بالأمان وانقضت أيام الصالح أيوب بدمشق ، وكانت مملكته الأخيرة خمس سنين إلّا أياما ، ثم دخل الملك الناصر القلعة ، وطيب قلوب الناس ولم يغير على أحد شيئا ، وكان الملك الناصر داود نازلا بالعقيبة ، فجاءه الملك العزيز فبات عنده تلك الليلة وهرب ابن العزيز إلى الصبيبة ، وكان بها خادم من خدامه قد كاتبه فوصلها ففتح له فدخلها ، وتسلم الملك الناصر بعلبك من الحميدي ، وبصرى وصرخد وغيرها ، وفي ليلة الأربعاء ثاني شعبان كان الناصر داود في قصر القابون ، وكان الملك الناصر يوسف نازلا في المزة ، وضربوا له خيمة واعتقلوه فيها واختلفوا في سبب اعتقاله على أقوال ، أحدها أنه طلب الدستور إلى بغداد فأعطوه أربعين ألف درهم ، فأنفقها في الجند وعزم على قصد مصر ، والثاني أن الصالح إسماعيل جاءه كتاب من مصر ، فأوقف شمس الدين لؤلؤ عليه ، وأخبر حامله أنه أوصل إلى الناصر داود كتابا ، فسأله فأنكر ، والثالث أن الصالح أشار إليهم بقضيته ، وقال : أنتم ما تعرفوه نحن نعرفه ، وأنتم على قصد مصر ، وما هو مصلحة يبقى خلفنا ، ولا يكون معنا فقبضوه فأقام بالمزة معتقلا أياما ، ثم بعثوا به إلى قلعة حمص ، فاعتقل بها وأسكن أهله ووالدته وأولاده في خانكاه الصوفية التي بناها شبل الدولة عند ثورا.
فصل
وفيها مات جمال الدين ابن يغمور بالعباسة ، وأحمي الحمام للملك الناصر ، وهيأ له الإقامة ، هذا والملك الناصر على طلب كراع ، ما عنده