مدنفا ، في رابع المحرم ، ونادى في الناس : من كان له عندنا شيء فليحضر ويأخذ الذي له ، فطلع الناس إلى قلعته ، وأخذوا ما كان لهم.
وحدثني من شهد الواقعة ، بينما الصالح في مرج صفر في محفة ، استغاث إليه رجل على المخلص المغيثي ، وقال : اشترى مني غنما ولم يعطني شيئا ، قال : ومسكه من بغلته فنكسه وأخذ البغلة فباعها بسبعمائة درهم ، واستوفى ماله من ذلك.
وفيها حمل عز الدين أيبك المعظمي إلى القاهرة تحت الحوطة وقيل في سنة ست وأربعين وستمائة ، وفيها احترقت المئذنة الشرقية بجامع دمشق ، وراح للفقراء والمشائخ بها ودائع وصناديق وأموال كثيرة ، وكتبوا إلى الصالح أيوب فأمر بعمارتها.
وفيها توجه الملك الناصر داود من الكرك إلى حلب ، وورد كتاب الصالح أيوب إلى جمال الدين ابن يغمور بخراب دار سامة وقطع شجر بستان القصر فتوقف ابن يغمور ، فجاءته كتب ، فأخرب الدار ، والقصر وقلع الشجر.
وفيها مضى حسن بن الناصر من الكرك إلى مصر ، وسلم الكرك إلى الصالح أيوب في جمادى الآخرة ، وأعطاهم مالا ، وأخرج منه عيال المعظم ، وأولاده وبناته وأم الناصر ، وجميع ما كان فيه ، وبعث إليه ألف ألف دينار ، وجواهر وذخائر وأسلحة وشيئا كثيرا.
وفيها تقحمت الفرنج دمياط في ربيع الأول ، وكان فيها فخر الدين ابن الشيخ ، والعساكر فخرجوا منها ، وخرج أهلها ، وكان الصالح على المنصورة ، فشنق من أعيان أهلها ستين نفسا ، وهرب الباقون خوفا أن يجري عليهم ما جرى في النوبة الأولى ، ولما أمر بشنقهم قالوا : ما ذنبنا إذا كان عساكره وأمراؤه هربوا ، وأحرقوا الزردخانة ، فأيش نعمل نحن؟ قال : وكان في الذين خنقوا رجل كناني محتشم ، وله ولد من أحسن