تاج الدين شيخ الشيوخ قال : قطع الكامل الفرات في سنة اثنتين وثلاثين وستمائة بعسكر لم يجمع لصلاح الدين مثله ، قال : فدخلت يوما عليه ، وعنده الملك الناصر داود ، فقال : تروح تروح تخرب حصن منصور ، قال : ما يحل لي أن أقاتل المسلمين ، وأنهبهم ، أنفذ غيري فاغتاظ ، فقال : والله إن شربنا الخمر ، وفسقنا أجود من زهدك ، وذكرتك مثل ما رحت خلصت نهب الفرادى من أصحابنا ، وتزهدت علينا ، ولو وقع لك ظلم ظلمت ، وهذا الآخر ـ يعني الناصر ـ يوافقك في الخساف ، قال فقمت وخرجت ، فلحقني الصلاح الإربلي ، وقال : قال لك السلطان : تروح إلى حصن منصور ، نحن نبعث غيرك ، قال : فقلت له والله ما أروح ولو رسمت عليّ ، فلا حاجة إلى قولك .....
السنة السادسة والأربعون وستمائة
وفيها قايض الأشرف موسى صاحب حمص ، تل باشر بحمص ، مع الملك الناصر يوسف بن الملك العزيز صاحب حلب ، وخرج الصالح أيوب من مصر إلى دمشق ، وجهز العساكر مع فخر الدين ابن الشيخ إلى حمص ، وسخر الفلاحين لحمل المناجيق إلى حمص ، وكانوا يحملون عودا عشرون درهما إلى حمص ، فيغرم عليه ألف درهم ، فخرب الشام ، وهرب أهله ، ونصبوا المناجيق على حمص ، وخرج عسكر حلب إلى لقائهم على حمص ، وكان الشيخ نجم الدين الباذرائي بالشام ، فدخل بين الفريقين ورد الحلبيين إلى حلب والدمشقيين إلى دمشق ، وعاد الصالح أيوب إلى مصر مريضا في محفة ....
وفيها قتل نور الدين ابن رسول صاحب اليمن قتله مماليكه.
فصل
وفيها توفي الصلاح يوسف بن الشهاب ، كان خيرا فاضلا يحب الفقراء ، ويخدم المشايخ ، ويمشي في حوائج الناس ، ويشتري الأسارى ،