حمص فحصنها ، وبعث إليها الخزائن ، ونزل عسكر حلب على حمص ، وأخذها في السنة الآتية.
وفيها فوض إليّ الأمير عز الدين أيبك النظر في أوقافه ، ومدارسه وأبواب البر على كره مني ، وحياء منه.
وفيها قدم تاج الدين ابن مهاجر من مصر إلى دمشق ، ومعه المبارز نسيبه ، ومعهما تذكرة فيها أسامي جماعة من الدماشقة ، بأن يحملوا إلى مصر ، فحملوا وهم : القاضي محيي الدين ابن الزكي ، وابن الحصيري ، وابن العماد الكاتب ، وبنو صصرى الأربعة ، وشرف الدين ابن المعتمد ، وابن الخطيب العقرباني ، والتاج الاسكندراني الملقب بالشحرور ، وأبو الشامات مملوك إسماعيل ، وابن الهادي المحتسب ، وأخرج العماد ابن خطيب بيت الأبار من جامع دمشق إلى بيت الأبار ، وولى العماد ابن الحرستاني القاضي الخطابة بجامع دمشق في رجب ، وسبب حمل الجماعة المذكورين إلى مصر أنه نقل إلى الصالح أيوب أنهم خواص الملك الصالح إسماعيل ، فخاف أن يجري ما جرى في النوبة الأولى من أخذ دمشق ، ولما وصلوا إلى مصر أقاموا بحسب اختيارهم ، غير ابن الهادي المحتسب ، وعاد الباقون بعد وفاة أيوب إلى دمشق.
وفي ثالث عشرين ذي القعدة اعتقل عز الدين أيبك في دار فرخشاه بتواطىء من ابن مطروح وغيره وضعوا مترجما جاء له من حلب من عند إسماعيل ، وأعانه عليه قوم آخرون ، فكتبوا إلى الصالح أيوب وأخبروه ، فأمر أن يحمل إلى القاهرة تحت الحوطة ، فأنزل في دار صواب فاعتقل فيها.
وبلغني أن ابنه قال لأيوب : إن أموال أبي بعث بها إلى الحلبيين ، وأول ما نزل بها من صرخد كانت ثمانين خرجا ، فأودعها عند فلان ـ عني ـ قال : وبلغ عز الدين اجتماعه بأيوب ، فمرض ووقع إلى