وخلع لأصحابه ، ولما علم الصالح أيوب أن إسماعيل قد اتفق مع الخوارزمية شرع يقطع عنه الملك المنصور صاحب حمص ، ويستجلبه ويمنيه فأجابه .....
وفيها توفي معين الدين ابن شيخ الشيوخ وزير الصالح أيوب واسمه الحسن بن صدر الدين محمد بن عمر بن حموية أبو علي الذي حصر دمشق ، وكانت وفاته ليلة الأحد الثاني والعشرين من شهر رمضان بمرض الإسهال ، والدم ، ونزع يوما وليلة ، وتوفي عن ست وخمسين سنة ، وصلي عليه بجامع دمشق ، ودفن بقاسيون إلى جانب أخيه عماد الدين ، فكان بين بلوغ أمنيته ، وحلول منيته أربعة أشهر ، وخمسة عشر يوما.
وفيها توفي الفلك ابن المسيري بمصر ، رحمهالله تعالى.
فصل
وفيها توفيت ربيعة خاتون بنت أيوب أخت صلاح الدين والعادل ، قد تزوجها أولا سعد الدين مسعود بن معين الدين ، وكان صلاح الدين قد تزوج أخت معين الدين ، ثم مات سعد الدين مسعود ، فزوجها صلاح الدين من مظفر الدين بن زين الدين فأقامت بإربل ، ثم قدمت دمشق ، وخدمتها أمة اللطيف العالمة بنت الناصح بن الحنبلي ، وأقامت في خدمتها مدة ، فحصل لها منها أموال عظيمة ، وبنت للحنابلة بقاسيون مدرسة ، وأوقفت عليها الأوقاف ، وتوفيت ربيعة خاتون بدمشق بدار العقيقي ودفنت بقاسيون ، وقد جاوزت ثمانين سنة لأن أباها أيوب مات في سنة ثمان وستين وخمسمائة ، وتوفيت هي في هذه السنة بينهما ست وسبعون سنة ، وكان لربيعة خاتون محارم كثيرة ، وقد ذكرناهم في ترجمة أختها ست الشام.
وأما أمة اللطيف المدعوة لطيفة بنت الحنبلي ، فإنها لاقت بعد ربيعة خاتون الشدائد والأهوال من الحبس والمصادرة ، وأخذ المال وأقامت