شهاب الدين غازي تقول : أنا كنت زوجة أخيك الملك الأشرف ، وخاقان أقطعني خلاط ، فإن تزوجت بي فالبلاد لك ، فما أجابها ، فأقامت بخلاط وأعمالها ، وراسلت شهاب الدين غازي تقول : أنا أتوجه إلى ميافارقين فسكت عنها.
فصل
وفيها بعث الصالح نجم الدين أيوب حسام الدين بهرام بن الخضر ليحضر المعظم توران شاه إلى مصر ، وبعث بدر الدين لؤلؤ إلى المعظم الخيام والمماليك والخيل ، وكذا فعل شهاب الدين غازي كذلك ، وكتب أيوب إلى ولده مع ابن بهرام : الولد يقدم خيرة الله ، ويصل إلى بالس ، فقد اتفقنا نحن مع الحلبيين ، وقد ذكروا أنهم يجردون ألف فارس في خدمتك ، واعبر بلد ماردين ليلا ، فما نحن وإياهم متفقين ، فلما قرأ الكتاب كره ذلك ، وما كان يؤثر الخروج من الحصن ، وقال لابن بهرام : يكون الانسان مالك رأسه يصبح مملوكا عليه ، ولم يجبه.
وحكى لي حسام الدين بن أبي علي أن الصالح أيوب كان يكره مجيء ابنه المعظم إليه ، وكنا إذا قلنا له : أنفذ أحضره ينفض يده ويغضب ويقول أجيبه واقتله؟.
فصل
وفيها أخرج الصالح أيوب فخر الدين ابن شيخ الشيوخ من الحبس ، بعد أن لاقى شداائد من الضيق والضرب ، ولقد بلغني أن القمل ما كان يمكنه من النوم ، وفرج الله عنه ، وأقام في الحبس ثلاث سنين وقصته مشهورة.
وفيها بعث الخليفة خلع السلطنة إلى الصالح أيوب مع عبد الرحمن ابن خالي محيي الدين ، وهي : عمامة سوداء ، وفرجية مذهبة ، وترس ذهب ، وسنان محلاة ، وغلامان ، وطوق ذهب ، وحصان بسرج ولجام ،