ملكها الصالح أيوب ، وبعث به ابن شيخ الشيوخ إلى مصر ، فحبسه الصالح أيوب في الجب ، فأقام مدة ثم شنق هو السامري على قلعة القاهرة وسنذكرهما.
السنة الثانية والأربعون وستمائة
وفيها عزل القاضي الرفيع ، والسبب السامري فإن الرفيقع كتب إلى الصالح إسماعيل يقول : قد حملت إلى خزانتك ألف ألف دينار من أموال الناس ، فقال إسماعيل : ولا ألف ألف درهم ، وأوقف السامري على ورقة الرفيع ، وكان الله تعالى قد سخر إسماعيل للسامري ، فلو قال له : مت لقال لداعي الموت أهلا ومرحبا ، ليكون سببا لهلاكه ، وأنكر السامري ، فقال الرفيع : وأنا أقابله ، فقال السامري للصالح : هذا الرفيع قد أكل البلاد ، وأقام الشناعات علينا ، والمصلحة عزله ليحقق الناس أنك ما أمرته بهذه الأشياء ، فعزل عن القضاء أول السنة ، وأخذ منه مدارسه ، وفوض أمرها إلى ابن الصلاح ، فأعطى العادلية للقاضي الجمال التفليسي ، صهر الخوئي ، والشامية للتقي الحموي ، والعذراوية لمحيي الدين بإسقاط شهادات أصحاب الرفيع : العز ابن القطان ، والزين ابن الحموي ، والجمال ابن سيده ، والنصير ابن قاضي بعلبك ، وسالم المقدسي وابنه محمد ، لما فعلوا بالمسلمين وأكلوا أموالهم بالباطل ، وكانت المحنة العظمى ، والطامة الكبرى الواسطي الملقب بالموفق ، فإنه أهلك الحرث والنسل ، فأهلك الله ذلك الفسل.
فصل
وفيها ورد كتاب بدر الدين لؤلؤ صاحب الموصل يقول : بأنني قد قدرت على أهل الشام قطيعة في كل سنة : على الغني عشرة دراهم ، وعلى الوسط خمسة ، وعلى الفقير درهم ، وقرأ محيي الدين بن الزكي الكتاب على الناس وشرعوا في الجباية.