الركوب ، وحبس في برج القلعة ، وفسدت الأحوال ، وكتب الصالح أيوب إلى الخوارزمية ، فعبروا الفرات ، وانقسموا قسمين قسم جاءوا على بقاع بعلبك ، وقسم على غوطة دمشق ، ونهبوا وأسروا ، وقتلوا ، وسد اسماعيل أبواب دمشق ونزلوا على غزة ......
وفيها توفي الصالح صاحب الروم ، وقيل توجه إلى التتر ، ولم يمت ، وتوافق مع التتر على أن يدفع لهم في كل يوم ألف دينار وفرسا ومملوكا ، وجارية ، وكلب صيد ، وهذا هو ابن علاء الدين ، وكان ناقص العقل فاتكأ ، يلعب بالكلاب والسباع ، ويسلطها على الناس ، فعضه سبع فمات وصح موته .....
وفيها توفي الجواد ، واسمه يوسف ، وقيل يونس بن ممدود بن أبي بكر ابن أيوب ، ولقبه مظفر الدين ، وكان قد جاء إلى المعظم لما وقع بينه وبين الكامل ما وقع ، فأحسن إليه ، ثم عاد إلى مصر ، ولما مات الأشرف جاء مع الكامل إلى دمشق ، وأقام بها حتى مات الكامل ، وملكوه دمشق ، وكان جوادا كما سموه ، إلّا أنه كان حوله من ينهب الناس ويظلم وينسب ذلك إليه ، وكان يحب الصالحين ، ويحسن الظن بالفقراء ، وقد ذكرنا تقلب الأحوال به ، وأن أهله لم يقبلوه ، فقصد الفرنج فقبلوه ، وخدموه ، وحضر معهم نوبة قلنسوة ـ ضيعة من أعمال نابلس ـ قتلوا فيها ألف مسلم ، وهو قائم لم يتكلم كلمة ، وخاف منه الصالح إسماعيل ، فبعث إليه ناصر الدين ابن يغمور ليحتال عليه ، ويحمله إلى دمشق ، فيقال أنهما اتفقا على الصالح ، ثم احتال الصالح على الجواد حتى قبضه وحبس الجواد في عزتا ، وابن يغمور في قلعة دمشق ، وكان السامري قد قصده ، وطلب الفرنج الجواد ، وقالوا : لابد لنا منه ، فأظهر أنه قد مات ، وأهله يقولون إنه خنقه ، والله أعلم ، وكان ذلك في شوال ، ودفن بقاسيون في تربة المعظم.
وأما ناصر الدين ابن يغمور ، فأقام محبوسا بقلعة دمشق حتى