صاحب ميافارقين مع الخوارزمية ، وقد أخربوا بلاد الموصل وماردين ، وحلفوا لغازي ، وحلف لهم ، ووافقهم صاحب ماردين ، وجمع غازي الخانات ، وشاورهم فقالوا : لابد من اللقاء ، فقال : المصلحة أن نمضي ونخرب بلد الموصل ، فلم يلتفتوا عليه ، فلما كان ثامن عشرين محرم ركبوا ، وطلبوا من جبل ماردين إلى الخابور ، وساقوا إلى المجدل ، ووقف الخانات ميمنة وميسرة ، وغازي في القلب ، واقتتلوا فصدمهم عسكر حلب صدمة رجل واحد فانهزموا لا يلوون على شيء ، وتبعهم الحلبيون يقتلون ويأسرون ، وأخذوا أثقال غازي وعسكره ، وأغنام التركمان وخيلهم ونساءهم ، وكانوا خلقا عظيما ، وبيع الفرس بخمسة دراهم ، ورأس الغنم بدرهم ، ونهبت نصيبين ، وسبيت نساؤهم ، وكانت قد نهبت مرارا في سنة تسع وأربعين مقدار سبع عشرة مرة من المواصلة ، والخوارزمية ، وعسكر ميافارقين ، وماردين ، وعاد غازي إلى ميافارقين ، وتفرقت الخوارزمية ، ثم اجتمعوا ، ثم رحلوا فنزلوا رأس عين ، فقتلوا أهلها ونهبوا الأموال ، وسبوا النساء ، وفعلوا بالخابور كذلك ، وقد نهبوا أغنام التركمان.
وفيها جاء إلى غازي منشور بخلاط ، وأعمالها من شمس الدين النائب بالروم ، فتسلم غازي خلاط وما فيها ، انتهى والله تعالى أعلم.
وفيها توفي كمال الدين أحمد بن صدر الدين شيخ الشيوخ بغزة في صفر عن ست وخمسين سنة ، وبنى عليه أخوه معين الدين قبة في جانب الطريق ، وكان قد كسره الجواد بعسكر الناصر داود ، ويقال إنه سم ، وكتب إلى ابن عمه سعد الدين هذه الأبيات :
لو أن في الأرض جنات مزخرفة |
|
تحف أركانها الولدان والخدم |
ولم تكن رأي عيني فالوجود هنا |
|
ولا أراك وجود كله عدم |
فصل
وفيها توفي الإمام المستنصر بالله أبو منصور جعفر بن محمد الظاهر ،