قتلا وأسرا ، وهرب بركة بن خان إلى الخابور وأخذ المنصور حران وعصت عليه القلعة.
وفيها اختلف عسكر مصر على الصالح أيوب فقبض على جماعة ، وفيها تسلم الروم آمد بعد حصار شديد ، فيقال إنهم اشتروها بثلاثين ألف دينار ....
فصل
وفيها كانت الوقعة بين الحلبيين والخوارزمية ، وكان الجواد والصالح صاحب حمص مع الخوارزمية ، يقصدون حلبا ، ونزلوا على باب بزاعة في خمسة آلاف ، فخرج عليهم عسكر حلب في ألف وخمسمائة فارس ، فكسروهم كسرة عظيمة ، وأسروا أمراء هم ، وساقوا إلى حيلان ، وقطعوا الماء عن حلب ، وضايقوها ، ثم عادوا إلى منبج فنهبوها ، وقتلوا أهلها وفضحوا نساءها ، وعادوا إلى حران ، وكان الملك المنصور إبراهيم شيركوه ابن صاحب حمص نازلا على شيزر ، فاستدعاه الحلبيون ، فجاء إلى حلب فنزل بظاهرها ومعه عسكر حمص ودمشق ......
السنة التاسعة والثلاثون وستمائة
وفيها قصد الجواد ديار مصر ملتجئا إلى الصالح أيوب ، ومهاجرا إلى بابه ، فعبر الرمل فخاف أيوب منه ، فعزم على قبضه ، فرجع إلى الملك الناصر داود ، والتجى إليه ، وجاء جمال الدين ابن شيخ الشيوخ فنزل غزة ، وكان الناصر بالقدس ، فجاء إليه الجواد ، واتفقا ، وأقام الناصر بالقدس ، وجهز العسكر مع الجواد ، وجاء الكمال ، والتقوا على مكان يقال له بيت فوريك ، فكسره الجواد ، وأخذ الكمال ابن الشيخ أسيرا ، فجاء به إلى الناصر فوبخه فقال له الجواد : لا توبخه ، وأقام الجواد عند الناصر فتخيل منه ، فاعتقله ، وبعث به إلى بغداد في البرية تحت الحوطة ، فنزل قريبا من الأزرق فعرفه بطن من العرب ، فأطلقوه فعاد إلى دمشق ،