وكان في عنوان الكتاب : «من نائب رب السماء ، ماسح وجه الأرض ، ملك الشرق والغرب ، خاقان» ، وقال لشهاب الدين : قد جعلتك سلحدار ، وأمرتك أن تخرب أسوار بلادك جميعها ، فقال شهاب الدين : أنا من جملة الملوك ، وبلادي حقيرة بالنسبة إلى بلاد الروم ، والشام ، ومصر ، فتوجه إليهم فمهما فعلوه فعلته ، وكان هذا الرسول شيخا لطيفا مسلما من أهل أصبهان.
حكى لشهاب الدين عجائب منها ، أنه قال : بالقرب من بلاد قاقان قريبا من بلد يأجوج ومأجوج على البحر المحيط أقوام ليس هم رؤوس ، وأعينهم في مناكبهم ، وأفواههم في صدورهم ، يأكلون السمك ، وإذا رأوا أحدا من الناس هربوا ، وذكر أن عندهم بزرا ينبت الغنم يعيش الخروف منها شهرين وثلاثة ولا يتناسل ، وهناك طائفة يزرعون ذلك البرز فيتولد منها غنم كما يولد دود القز الحرير ، فلا يعيش الخروف أكثر من شهرين أو ثلاثة ، مثل بقاء النبات في الأرض ، وإن هذه الغنم لا تتناسل.
ومنها أن بمازندران عين ماء ، يطلع منها كل ثلاثين سنة خشبة غليظة مثل المنارة ، فتقيم طول النهار ، فإذا غربت الشمس غارت في العين ولا ترى إلى مثل ذلك الوقت.
وقيل إن بعض ملوك العجم جاء بنفسه إليها في مثل ذلك اليوم ، وربطها بسلاسل ، وحلق عظام ، وربطها إلى أساطين حولها ، واستوثق منها ، فلما جاء وقت الغروب ، قطعت السلاسل ، وغارت في العين وهي إلى الآن إذا طلعت ، رأوا السلاسل في وسطها.
فصل
وفيها جاء عسكر حلب إلى حران ، ومعهم إبراهيم المنصور صاحب حمص والتقوا فانكسرت الخوارزمية ، وانكى فيهم الحلبيون