كان في قلعة حمص قاعدا يزن المال ، ويعبيه في الأكياس ، وإذا بطاقة من دمشق قد وصلت على جناح طائر فأخذها البراج ، فدخل بها فقرأها ، وفيها وفاة الكامل ، فرد المال إلى الخزائن ، وجاء بعد ذلك إلى دمشق ، وجلس عند قبر الكامل يتصرف في أمواله وخيله ودولته ، وكان أسد الدين دينا ، عاقلا ، يعاشر العلماء والفقهاء ، جوادا متصدقا.
قالوا : إلّا أنه كان إذا حبس انسانا أقام مدة محبوسا ، وكان قد منع النساء يخرجن من باب حمص أيام ولايته.
وكانت وفاته بحمص في شهر رجب يوم الثلاثاء العشرين منه ، ودفن بها .....
السنة الثامنة والثلاثون وستمائة
وفيها سلم إسماعيل الصالح الشقيف لصاحب صيدا ، وعزل عبد العزيز بن عبد السلام من الخطابة ، وولاها لعماد الدين الخطيب ، وحبس أيضا أبا عمرو بن الحاجب ، لأنهما أنكرا عليه فعله ، فحبسهما مدة ، ثم أطلقهما وأمرهما بملازمة بيوتهما.
فصل
وفيها سلم الملك الحافظ قلعة جعبر إلى الحلبيين ، وعوضوه أعزاز ، وكان قد ضربه الفالج ، وكان ولده قد مضى إلى الخوارزمية يطلب منهم عسكرا ليحاصره ، فخاف فجاء إلى حلب.
وفيها ظهر بالروم رجل تركماني يقال له البابا ، وادعى النبوة ، وكان يقول : قولوا لا إله إلّا الله البابا ولي الله ، واجتمع إليه خلق عظيم ، فجهز إليه صاحب الروم جيشا والتقوا فقتل منهم أربعة آلاف ، وقتلوا البابا.
وفيها وصل رسول خاقان ملك التتر إلى ميافارقين إلى شهاب الدين غازي ، ومعه كتاب إليه وإلى ملوك الإسلام يأمرهم بالدخول في طاعته ،