قال : ومنها أنه لما أخرجني ندم وعزم على حبسي ، فرميت روحي على ابن قليج فقال : ما كان قصده إلّا أن يتوجه إلى دمشق فإذا أخذنا عدنا إلى مصر.
قال : ومنها أن ليلة وصلت إلى بلبيس شرب وشطح إلى العادل فخرج من الخركاه وقبل الأرض بين يديه ، فقال له : كيف رأيت ما أشرت عليك ولم تقبل مني ، فقال : التوبة التوبة ، فقال : طيب قلبك الساعة أطلقك ، ثم قال الصالح : وجاء فدخل علينا الخيمة ، ووقف فقلت : بسم الله اجلس ، فقال : ما أجلس حتى تطلق العادل ، فقلت : اقعد ، وهو يكرر الحديث فسكت ، ولو أطلقته لضرب رقابنا كلنا.
قال : فنام فما صدقت بنومه ، وقمت في آخر الليل فأخذت العادل في محفة ، ودخلت القاهرة ولما وصلنا القاهرة بعثت إليه بعشرين ألف دينار ، فعادت إليّ مع غلماني ، وذكر قول الناصر له : بس يدي ورجلي ، فقلت : ما أظنه يبدو منه هذا ، وهو رجل عاقل ، فأقسم بالله أن هذا وقع منه.
فصل
وفيها أخذ بدر الدين لؤلؤ سنجار من الجواد بموافقة من أهلها ، لسوء سيرته ، فإنه صادرهم ، وأخذ أموالهم ، وخرج يتصيد ولجج في البرية ، فبعثوا إلى بدر الدين ، فجاء ففتحوا له الأبواب ، ومضى الجواد إلى عانة ، فأقام بها ، ثم باعها للخليفة .....
وفي ربيع الأول أنزل الكامل من القلعة إلى تربته بجامع دمشق ، وولي الخطابة العز عبد العزيز بن عبد السلام بجامع دمشق في ربيع الآخر ، وخطب الصالح إسماعيل لصاحب الروم بجامع دمشق ، وغيره ، ونقل الكامل من القلعة إلى تربته ......
فصل
وفيها توفي ناصر الدين صاحب ماردين ، وقيل اسمه أرتق ، قد ذكرنا