العادل في سنجار ، فسار كل واحد منهما إلى إربل ليأخذها لنفسه ، وجرى ما لا يليق بين الإثنين ، وكان سبقهما عسكر الخليفة فتسلمها ورجعا ، وكانت قد عصت وبقلعتها خادمان ففتحت عنوة ، وجرى بها ما لا يجوز من النهب والقتل ، والذل ، والهوان .......
السنة الحادية والثلاثون وستمائة
وفيها اجتمع الكامل وإخوته ، وأسد الدين صاحب حمص والعساكر الشامية ، والمصرية ، وساروا ليدخلوا بلاد الروم من عند النهر الأزرق ، فوجدوا العساكر الرومية قد حفظوا الدربند ، ووقفوا على رؤوس الجبال ، وسدوا الطرق بالحجارة ، والأخشاب ، فامتنعت العساكر من الدخول ، وكان الأشرف ضيق الصدر من جهة الكامل ، لأنه طلب منه الرقة تكون برسم علف دوابه إذا عبر الفرات ، فامتنع وقال : ما يكفيه كرسي بني أمية ، واجتمع أسد الدين صاحب حمص بالأشرف ، وقال : إن حكم على الروم أخذ جميع ما بأيدينا ، فوقع التقاعد ، فلما رأى الكامل ذلك عبر الفرات ، ونزل السويداء ، وجاءه صاحب خرت برت ، وهو من بني أرتق فقال : عندنا طريق سهلة تدخل منها ، فجهز الكامل من بين يديه ولده الصالح أيوب ، والملك الناصر داود ، وصواب الخادم ، فما راعهم إلّا علاء الدين بعساكر الروم ، وكان الناصر قد تأخر وتقدم صواب في خمسة آلاف ، وقاتل فأسر صواب ، والمظفر صاحب حماة ومن معه ، وقتل منهم جماعة ، وانهزم الباقون ، وعاد الكامل إلى آمد ولم يتقدم ، فأطلق الرومي صوابا والأمراء ، وأحسن إليهم ، فجاؤوا إلى آمد وأعطى الكامل ولده الصالح أيوب حصن كيفا ، وأقام صواب بآمد ، وعاد الكامل إلى الشام بالعساكر ، وعمر الأشرف مسجد جراح بظاهر الباب الصغير.
وقدم رسول الإنبروز ، ومعه هدايا فيها دب أبيض ، وشعره مثل شعر السبع ، ينزل البحر يتصيد السمك ، ثم يأكله ومعه طاووس أبيض.