وما يخصني ، وقسم ادخره لعدو يقصدني ، وكان يعمل في كل سنة مولد النبي صلىاللهعليهوسلم في ربيع الأول تجتمع فيه الدنيا من : العلماء ، والفقهاء ، والوعاظ ، والقراء ، والصوفية ، والفقراء من كل صنف ، ويضرب الخيام في الميدان ، وينزل من القلعة بنفسه ، فيقرأ القراء ، ويعظ الوعاظ ، ويمد سماطا أوله عنده ، وآخره في القلعة ، وتحضره الخلائق فلا يبقى إلّا من يأكل ويحمل.
وحكى لي من حضر بعض السنين ، فقال : عددت على السماط مائة فرش قشلمش ، وخمسة آلاف رأس شوي ، وعشرة آلاف دجاجة ، ومائة ألف زبدية ، وثلاثين ألف صحن حلوى ، ثم يخلع فيه على الأعيان ، ويفرق فيه الأموال على أقدارهم ، ولا يحضر هذا السماط أحد من عسكره ، ثم يقوم في الميدان فيدخل الخانكاه ، وقد اجتمع فيه من الصوفية ما بين ثماني مائة إلى ألف ، فيأخذون في السماع من بعد الظهر إلى الفجر ، وهو يرقص بينهم ، فإذا كان من الغد بعث إليهم من يكتب أسماءهم وكل شيخ ومعه جماعة ، فيعطي المشايخ على قدر طبقاتهم من المائة دينار إلى الخمسين ، والثلاثين ، ولأتباعهم على حدة ، ومن شاء أن يسافر ، ومن شاء أن يقيم أياما.
وكان قد بنى دار المضيف يدخلها جميع الأجناسس لا يمنع منها أحد ، ويعطي كل واحد على قدر حاله ، وهي حيزا عظيما ، وقسمه أربعة أقسام : مكان للزمناء ، ومكان للعميان ، ومكان لليتامى ، ومكان للمساكين ، وأجرى عليهم الجرايات ، والجوامك ، والكساوي ، وكان يركب كل يوم بكرة فيدخل إليهم ، ويقعد اليتيمة ، والمسكينة على فخذه ، ويقول : ايش تريدين تأكلين ، ايش تريدين تكتسين؟ فمهما طلبت أحضره ، وإذا كبرت اليتيمة زوجها ، وأقام لكل واحد من الزمناء قائدا يخدمه ، وكان في كل سنة يبعث بالأموال والجواهر إلى الشام مع ديوان فيشتري بها الأسارى من بلاد الفرنج ، ويعودون إلى إربل فيقيموون في