الكسرة سببا لدخول التتر بلاد المسلمين ، ما كان الخوارزمي إلّا مثل السد الذي بيننا وبين يأجوج ومأجوج ، فكان كما قال.
وكان الخوارزمي إذا لقي التتر اقتتلوا عشرة أيام بلياليها ، يترجلون عن خيولهم ، ويلتقون بالسيوف ، وأحدهم يأكل ويبول ، وهو يقاتل .....
السنة التاسعة والعشرون وستمائة
وفيها عاد التتر إلى الجزيرة ، وحران ، ووصلوا إلى جسر بدايا ، فقتلوا وأسروا وسبوا ، وخرج إليهم عسكر حران فما رجع منهم إلا القليل ، وخرج الكامل والأشرف من مصر لدفع التتر عن البلاد.
وقتل في هذه النوبة صديقنا عز الدين بن سعد بن كوجبا الحلبي ، وكان شابا حسنا صالحا ، ورجع التتر إلى خلاط وعبر الكامل والأشرف الفرات ، ونزلا على آمد في ذي الحجة ، وولى الأشرف القاضي عماد الدين عبد الكريم ابن الحرستاني قضاء القضاة بدمشق ، وقرأ بهاء الدين ابن أبي اليسر عهده.
وفيها فتح الكامل آمد ، واستولى على قلاعها ، وذخائرها ، وأخذ صاحبها معه إلى مصر ، خامر عليه ، فاعتقله إلى أن مات الكامل ، وقتل في السنة الآتية .......
السنة الثلاثون وستمائة
وفيها فتح الكامل آمد ، وقد كان ضربها بالمناجيق ، وأنذر صاحبها الملك المسعود ، وكان ضد أبيه ، واسمه مودود بن الصالح ، وأعطاه إقطاعات كثيرة ، فلم يلتفت ، فلما رأى الغلبة ، خرج إلى الكامل ، وفي رقبته منديل ، فوكل عليه ، ودخل البلد وتسمله ، واستولى على أولاده وأمواله وذخائره ، وطلب منه تسليم القلاع ، فسلم الجميع وبقي حصن كيفا عاصيا ، فبعث الكامل الأشرف ، وشهاب الدين غازي ، ومعهما