صاحب آمد تحت الحوطة ، فلم يسلموا ، فعذبه الأشرف عذابا عظيما وكان يبغضه.
قال لي الأشرف : وجدنا في قصره خمسمائة حرة من بنات الناس للفراش ، ثم سلمت القلعة في صفر ، وعاد الأشرف إلى دمشق ، وسمع البخاري على الحسين بن المبارك بن الزبيدي ، وتوفيت للأشرف ابنة فدفنها في بستان العلاء بن القلانسي بقاسيون ، عند دير الحنابلة ظنا منه أن ابن القلانسي لا يتوقف في مثل هذا ، ولو دفنها في داره ، فشق على العلاء ذلك ، وقال : هذا المكان وقف ، وبلغ الأشرف ، فاشترى تربة الشرف يعقوب ، ونقلها إليها ، واشترى لها ملكا ، ووقفه عليها ، وسأله المقادسة أن يكون وقفا عليهم دون غيرهم فأجابهم.
ثم اجتمعا عنده بعد ذلك في النيرب ، فقال له بعض أصحابه : قد خصصت بهذه الدار المقادسة ، ولهم الضياع ، والأوقاف والغريب إذا ورد أين ينزل؟ فالتفت إليّ وقال : هذا الصحيح ، فهل يمكن أن يضاف إلى الوقف ما قال في حق الغرباء؟ فقلت : بعد أن حكم الحاكم لا يجوز تغييره بإجماع الفقهاء ، إنما قبل حكم الحاكم ففيه خلاف ، وكان الكامل بدمشق فأمر باستئصال ابن القلانسي وهلاكه ، فقال الأشرف لا حاجة إلى هذا ، فلا يدخل عليّ بعد.
وفيها فتحت دار الحديث الأشرفية المجاورة لقلعة دمشق ليلة النصف من شعبان ، وأملى بها ابن الصلاح الحديث ، ووقف عليها الأشرف الأوقاف ، وبها نعل قدم النبي صلىاللهعليهوسلم.
وفيها نزل ناصر الدين صاحب ماردين من قلعته ، وجاءته عساكر الروم ، فحصروا حران ، والرها والرقة واستولوا على الجزيرة ، وفعلوا بالجزيرة مالا تفعله التتر ، وكان القاضي علاء الدين الكردي في المستحم يتوضأ ، فجاءه حجر المنجنيق فقتله ، وكان بالرها.