وكان الأمجد قد قتل ولدا له شابا مليحا ، وقيل خنقه ، وقيل بنى عليه بنيانا ، وسنذكره في ترجمة العزيز عثمان بن العادل في سنة ثلاثين وستمائة.
وفيها توفي خوارزم شاه ، واختلفوا في اسمه ، فقيل تكش ، سمعت الملك المعظم يقول : ليس هو من بني سلجوق ، وإنما هو من نسل طاهر بن الحسين ، وجده تكش هو الذي أزال مملكة السلجوقية ، وملك محمد أبو جلال الدين البلاد ، وكان مآله إلى ما ذكرنا ، طلع جزيرة فمات بها ، فقطع الخطا رأسه ، وتمزق ملكه ، وكان ابنه جلال الدين هذا قد هرب إلى الهند ، وعاد منها فنزل على همذان ، وقصد بغداد ، وجعل طريقه على دقوقا ، فقتل أهلها ، وقد ذكرناه ، وقد طلبه عسكره إلى تفليس ، فسار على إربل ، ووصل إلى حسان وتلك النواحي ، وعزم على حصار إربل ، فضايقه ابن زين الدين ، وعاهده أنه من أصحابه ، فجاء إلى بلاد الكرج ، فاستولى عليها ، وراسله المعظم باطنا بالملق الصوفي ، وظاهرا بالركين مملوكه ، وجاء به فأنزله على خلاط وصاهره وزوجه ابنته الكبرى ، ويقال لها دار مرشد وجهازها الذي جهزه أبوها ما جهزه ملك لا بنته ، واتفق موت المعظم ، وأخذ خوارزم شاه خلاط ، وفعل فيها ما فعل وآخر أمره مجيء التتر خلفه ، وأنه انهزم إلى بلاد ميافارقين ، وتاه في الجبال ، فوقع به فلاح من قرية يقال لها مين دار ، فرآه راكبا على سرج مرصع باليواقيت ، وعلى لجام فرسه الجواهر وسلاحه كله مجوهر ، فقال : من أنت؟ فقال : خوارزم شاه ، وكل عساكر الخوارزمي قد قتلوا ، فقيل إن الفلاح شره إلى ما كان معه ، فأنزله وأطعمه ، وأمنه ونام عنده ، فضربه بفأس فقتله وأخذ ما كان معه وبلغ شهاب الدين غازي ، فأرسل إلى الفلاح ، فأنكر ، فقرره فأقر وأحضر الفرس ، والسلاح ، وقال : دفنته إلى جانب القرية ، وكان طرخان خال الخوارزمي ، قد وصل إلى شهاب الدين ، فأنزله في قصره ، وأمر بحمل الخوارزمي ليلا من القرية ، وقال لخاله : انظر هل هو هذا ، فلما رآه بكى ، وقال : نعم ، فدفنوه ليلا ، وأخفوا قبره مخافة أن ينبش.