أعلم أين هو ، فقاتلوا ميافارقين أياما فلم يقدروا عليها ، فعادوا إلى أسعرد ، فقتلوا نيفا وعشرين ألفا ، وأخذوا من البنات المستحسنات ما أرادوا وأخربوها ، وعادوا إلى خلاط ، وكانت بوادر الشتاء ، ووصلت طائفة منهم إلى نصيبين والجزيرة. انتهى.
فصل
وحج بالناس من دمشق شبل الدولة كافور العادلي.
وفيها قتل عز الدين أيبك الأشرفي في توريز ، وقيل خنق في الجب ، كما فعل بالحاجب علي.
وفيها قتل الأمجد صاحب بعلبك ، واسمه بهرام شاه بن فرخشاه ابن شاهنشاه بن أيوب ، قد ذكرنا أن صلاح الدين أعطاه بعلبك عند وفاة أبيه في سنة ثمان وسبعين وخمسمائة ، فأقام بها إلى سنة سبع وعشرين وستمائة ، خمسين سنة حتى حصره الأشرف ، وأخرجه منها ، وساعده شيركوه صاحب حمص ، وكان في قلبه عليه أحقاد قديمة ، كما يكون بين الأهل ، وكان المعظم يحب صاحب بعلبك ويحترمه ، ويعظمه ، ولقد رأيته يقبل يده ، وكان يتردد على الكامل والأشرف ، والناس فلما مات المعظم بانت الأحقاد البدرية ، والأضغان المخفية ، وقد ذكرنا أنهم أخرجوه من بعلبك وجاء إلى دمشق.
ذكر وفاته
ذكر لي جماعة أنه سرقت له حياصة لها قيمة ، ودواة تساوي مائتي دينار ، فاتهم بها بعض مماليكه ، فظهرت عليه ، وأخفاها عند بعض تلك المماليك فأخذ المملوك السارق ، وحبسه في خزانة في دار فرخشاه ، وكانت الخزانة خلف الأمجد ، وتهدد المملوك بقطع اليد والصلب ، فلما كانت ليلة الأربعاء ثاني عشر شوال جلس على عادته بين يدي الخزانة التي فيها المملوك على الحالة التي يجلس أمثاله عليها ، وعنده عباس ابن