والرجال ، فشاور الكامل ، فقال : مصلحة ، وقطع الكامل الفرات إلى ناحية مصر في سبعة آلاف مقاتل ، وليس له عدو ، وسار الأشرف إلى حران في سبعمائة فارس ، وعدوه الخوارزمي ، فأقام بحران ، وكتب إلى حلب ، والموصل ، والجزيرة ، فجاءته العساكر ، فرحل يريد الروم ، ومعه من المقدمين : أخوه شهاب الدين غازي ، والعزيز عثمان ، والجواد ، وشمس الدين صواب والأمراء ، واجتمع الأشرف بصاحب الروم ، وبلغ خوارزم شاه ، فسار إليهم فوقع في طريقه بسبعة آلاف من الروم جاؤوا نجدة لصاحب الروم ، وقد نزلوا في مرج يستريحون.
وحكى لي الأمير عماد الدين ابن موسك صورة الحال فقال : لما وصلنا إلى الروم ، وخرج عسكر أرزنجان نجدة لنا ، وكانوا في اثني عشر ألفا ، فنزلوا في مرج ، ورموا سلاحهم ، وسيبوا دوابهم ترعى ، ولم يعلموا بمسير الخوارزمي فمر بهم في طريقه فقتلهم وأسرهم ، ولم ينفلت منهم إلّا اليسير ، وكان في خامس عشرين رمضان نهار الأربعاء ، فضعفت قلوب العساكر وخافوا ، وأقمنا مقامنا إلى عشية الخميس ، فوصل الجاسوس ، وأخبر أن العدو يصبحنا يوم الجمعة ، فرتبنا الأطلاب : الحاشية في الأول ، ثم بعدهم العرب ، وبعدهم الحلبيون ثم صواب ، ثم الجواد ، ثم العزيز ، ثم شهاب الدين ، ثم تبعتهم أطلاب الروم ، وصاحب الروم في طلب خاص ، وكنا في أرض وعرة ، فخرجنا إلى وطأة ، وإذا بطلائع الخوارزمي ، فأخذ منهم العرب مائة فارس ، وقتلوا مائة فارس ، ولم يتقدموا إلينا ، ونزلوا ونزلنا ، وبيننا وبينهم جبل ، وإلى جانبه واد عظيم ، وخفنا خوفا شديدا ، وليس معنا زاد ، ولا ماء ، ولا علف لدوابنا ، وقال الأشرف لا نحشر إلّا تحت حوافر خيولنا ، أين المفر؟ فلما كان وقت السحر قبيل طلوع النجم ، أمر الخوارزمي بمن بقي من عسكر أرزنجان ، وكانوا خمسمائة فضرب رقابهم.
فلما كان بكرة السبت ثامن عشرين رمضان ، قطعوا إلينا الوادي ،