ونمت عندهم إلى السحر ، وركبت فدخلت القدس ، وكانت عادته أن يبيت من دمشق إلى القدس في الطريق ليلة واحدة وبعض أخرى ، فلما كان من الغد جاؤوا وهو معهم ، فقلت : اخرجوا واشنقوه ، وكان شابا مليحا شجاعا فقال : يا خوند عوض ما تشنقني فاستبقني أحمي بلادك ، وأجاهد الكفار بين يديك ، قال : فرق له قلبي وخلعت عليه ، واستحلفته ، وأطلقته فنزل إلى الغور فأقام فيه الخفراء ، فأمنت الطريق ، وحفظت الأموال ، ولما نزلت الفرنج على الطور ، جاهدهم جهادا عظيما ، وحفظ الباب ، فلما رأى الغلبة خرج إليهم فقتل منهم جماعة ، ثم استشهد رحمهالله.
ذكر أولاده
كان له ثلاثة من الذكور : الملك الناصر داود ، وعبد العزيز ، يقال له المغيث ، وعبد الملك يقال له القاهر ، ومن البنات سبع ، وقيل تسع عشرة ، انتهت ترجمته والله أعلم.
السنة الخامسة والعشرون وستمائة
وفيها نزل جلال الدين الخوارزمي على خلاط مرة ثانية ، وهجم عليه الشتاء ، فرحل عنها إلى أذربيجان ، وخرج الحاجب علي من خلاط بالعسكر ، واستولى على خوي ، وسلماس ، وهجوان ، وتلك النواحي ، وأخذ خزائن الخوارزمي وعائلته ، وعاد إلى خلاط فقيل له : بئس ما صنعت ، وهذا يكون سبب هلاك العباد والبلاد فلم يلتفت.
وفيها نجزت مدرسة الركن الفلكي بقاسيون ، وذكر فيها ملك شاه الدرس.
وفيها في ربيع الأول كانت الوقعة على باب صور ، بين العزيز عثمان وصارم الدين وكند الفرنج قريبا من صور ، فلما تعالى النهار خرج الفارس والراجل بأغنامهم ومواشيهم ، وخرج عليهم المسلمون فقتلوا