وأسروا منهم سبعين فارسا وساقوا الجميع ، ولم يسلم من الفرنج سوى ثلاثة أنفس ، وكانت الوقعة عظيمة.
وحج بالناس من الشام علي بن السلار ........
فصل
السنة السادسة والعشرون وستمائة
وفي صفر ولى الملك الناصر محيي الدين يحيى بن الزكي أقضى القضاة بدمشق ، وقرأ عهده بهاء الدين بن أبي اليسر بالكلاسة.
وفيها أعطى الكامل الإنبروز البيت المقدس ، ووصل الإنبروز إلى يافا ، وخرج الكامل من مصر ، فنزل تل العجول ، وكان الملك الناصر داود قد بعث الفخر ابن بصاقة إلى الملك الأشرف يستدعيه إلى دمشق ، فوصل إلى النيرب ، ونزل بستانه ، وكان عز الدين أيبك قد أشار إلى الناصر بمداراة الكامل ، وقال له : لا تبعث إلى الأشرف وداوي الأخضر فخالفه وقال الأشرف للناصر : أنا أمضي إلى الكامل وأصلح حالك معه ، ومضى إليه فوجده قد دفع القدس إلى الإنبروز فشق عليه ولام الكامل ، فقال : ما أحوجني إلى هذا إلا المعظم ، أشار إلى أن المعظم أعطى إلى الإنبروز من الأردن إلى البحر وأعطاه الضياع التي من باب القدس إلى يافا وغيرها ، ولما اجتمع الأشرف والكامل اتفقا على حصار دمشق ووصلت الأخبار بتسليم القدس إلى الفرنج فقامت القيامة في جميع بلاد الاسلام واشتدت العظائم بحيث ان أقيمت المآتم وأشار الملك الناصر داود بأن أجلس بجامع دمشق واذكر ما جرى على البيت المقدس فما أمكنتني مخالفته ورأيت من جملة الديانة الحمية للاسلام موافقته ، فجلست بجامع دمشق ، وحضر الناصر داود على باب مشهد علي ، وكان يوما مشهودا لم يتخلف من أهل دمشق أحد ، وكان من جملة الكلام : انقطعت عن البيت المقدس وفود الزائرين ، يا وحشة المجاورين ،