وأهديه إليه وإلى أهلي وأصحابي ومعارفي ، فرضياللهعنه رضا الأبرار وجمعنا وإياه في دار القرار ، فلقد كان محسنا إليّ ، ومتفضلا عليّ ، خدمني بنفسه وجاهه وماله ، وجمع لي بين خيري الدنيا بتفضله وإفضاله.
فصل
وفيها : توفي البدر الجعبري والي دمشق أقام واليا بها مدة ، وكان ذا مروءة ، خدم القاهر بحلب وغيره ، وحمل إلى بالس فدفن عند أهله.
فصل
وفيها : توفي كافور بن عبد الله الحسامي ، ولقبه شبل الدولة ، خادم ست الشام ، كان عاقلا دينا صالحا ، له حرمة وافرة في الدولة ، ومنزلة عالية عند الملوك ، بنى مدرسة على نهر ثورا لأصحاب أبي حنيفة ، ووقف عليهم الأوقاف ، ونقل إليها الكتب الكثيرة ، وفتح للناس طريقا من الجبل إلى دمشق قريبة عند القفارات ، على طريق عين الكرش ، وبنى المصنع الذي على باب الزقاق ، والخانكاه للصوفية إلى جانب مدرسته ومصنعا آخر عند المدرسة ، وله صدقات دارة ، وإحسان كثير ، وتوفي في رجب ، ودفن إلى جانب مدرسته.
وقد سمع الحديث على شيخنا تاج الدين الكندي ، وروى اعتقاد الطحاوي وغيره.
وفيها : توفي الإمام الظاهر أمير المؤمنين ، محمد بن أحمد ، وقد ذكرنا ما جرى عليه من الشدائد ، والتعصب الوافر الزائد ، وما تجرع من الغصص في أوقاته ، وما وفت ولايته مدة يسيرة فكانت خلافته تسعة أشهر وأياما ، وياليتها دامت أعواما ، وتوفي في رجب ، ومع هذا فإنه قام من أوامر الله بما عليه وجب ، وغسله محمد الخياط الشاعر ، وحصل له مال وافر ، وحكى لي أنه دخل يوما إلى الخزائن ، فقال له خادمها : في أيامك تمتلىء ، فقال : ما جعلت الخزائن لتمتلىء ، بل لتتفرغ وتنفق في سبيل الله ، فإن الجمع شغل التجار.