إلى تفليس ، فخرج إليه الكرج فضرب معهم مصافا ، فقتل منهم سبعين ألفا ، وفتح تفليس عنوة ، وقتل منها ثلاثين ألفا ، فصاروا مائة ألف ، وذلك في سلخ ذي الحجة.
وفيها صلب المعظم ابن الكعكي ورفيقا له منكسين على رؤوسهما وكان ابن الكعكي رأس حزب ، وخلفه جماعة ، فكانوا ينزلون على الناس في البساتين يقتلون وينهبون ، والمعظم في الكرك ، وبلغه أن ابن الكعكي قال للصالح إسماعيل ، وكان ببصرى : أنا آخذ لك دمشق ، فكتب إلى والي دمشق بأن يصلب ابن الكعكي ورفيقه منكوسين ، فصلبهما في العشر الأواخر من رمضان فأقاما أياما لا يتجاسر أحد أن يطعمهما ، ولا يسقيهما فماتا.
وأخذ المعظم دمشق بعد ما ماتا فمرض مرضا عظيما أشفى منه ، ثم أبل ، ولم يزل ينتقض عليه حتى مات.
وكان رفيق ابن الكعكي رجلا خياطا شهد له أهل دمشق بالصلاح ، والبراءة مما كان فيه ابن الكعكي.
فصل
وحج بالناس من العراق ابن أبي فراس ، ومن الشام علي بن السلار وتوفي الخليفة.
فصل
وفيها توفى الإمام الناصر لدين الله أبو العباس أحمد بن الإمام المستضيء بالله ، وقد ذكرنا أنه ولد في رجب سنة ثلاث وخمسين وخمسمائة ، بالخلافة غرة ذي القعدة سنة خمس وسبعين وخمسمائة ، وقد ذكرنا سيرته مفرقة في السنين ، وكانت وفاته ليلة الأحد سلخ رمضان عن تسع وستين سنة ، وكانت خلافته سبعا وأربعين سنة إلا شهورا