جملة ما أنفق في نعال الخيل وذلك ثمانية عشر ألف درهم ، فسألت كاتبه عن ذلك ، فقال : هذا ما يتعلق بنعال دوابه ، وإنما كان يستعرض الفرس الثمين بخمسمائة دينار فأكثر ، فينعله أولا قبل أن يركبه ، فإذا صلح أعطى صاحبه ثمنه ، وخلع عليه ، وإن لم يصلح أعطى صاحبه مائتي درهم واعتذر إليه ، قلت : وجرت عقيب ذلك واقعة اعترض بعض الأمراء فرسا وأنعله ، ثم ركبه فلم يصلح ، وجاء صاحبه يطلبه فقال الأمير لغلامه : اقلع نعاله وأعطه له ، وما كانت الدراهم تساوي عند المبارز قليلا ولا كثيرا ، وحكى لي الظهير ولده قال : وصل مع أبي إلى الشام ذهب ، وجمال وغيرها ما قيمته مائة ألف دينار ، ومات وليس له كفن ، وما كفنه إلا شبل الدولة .......
السنة الحادية والعشرون وستمائة
وفيها ظهر جلال الدين خوارزم شاه في أذربيجان ، واستولى عليها ، فبعث المعظم إليه رجلا صوفيا يقال له الملو في رسالة ، واتفق المعظم ، وابن زين الدين مع الخوارزمي على الأشرف وبعث المعظم ولده الناصر داود إلى ابن زين الدين رهينة ، وعبر الفرات عند الحربية ، ومضى إلى إربل ، واستولى بدر الدين لؤلؤ على الموصل ، وأظهر أن محمود ابن القاهر مات.
وحج بالناس من بغداد ابن أبي فراس ومن الشام الشجاع علي بن السلار ، وجرت بالعراق واقعة عجيبة بقرية يقال لها بعقوبا ، فيها نخل كثير تولاها ناظر يتشيع ، وكان بها رجل من أهلها له نخل ، فصادره الناظر وأخذ منه ألفي نخلة ، فجعل يسب الناظر ، ويدعو عليه ، فبلغ الناظر فأحضروه ، وأمر بضربه فقال له : بالله عليك أنصفني ، فقال : قل قال : أنتم تسبون أبا بكر وتقولون أخذ فدك من فاطمة ، وإنما في فدك نخيلات يسيرة وتأخذ أنت مني ألفي نخلة وأسكت؟ فضحك الناظر ورد عليه نخيله.