في رجب حلل الحميا |
|
وأخرب القدس في المحرم |
من أبيات ولم يعذره أحد. |
وفيها نفى المعظم ابن المشطوب من مصر ، وكان قد اتفق مع الفائز ابن العادل على الكامل ، واستحلف العساكر ، وعرف الكامل فرحل إلى أشمون ، وعزم على التوجه إلى اليمن ، وأيس من البلاد ، وعلم المعظم فقال له : لا بأس ، وركب المعظم آخر النهار ، وجاء إلى خيمة ابن المشطوب ، وقال : قولوا لعماد الدين يركب حتى نسير ، فأخبروه فخرج من الخيمة بغير صباغات ، ولحق المعظم ، فأبعد به عن العسكر وقال له : الملك الأشرف قد طلبك ، وهو محتاج إليك فتسير إليه الساعة ، فقال : ما في رجلي صباغات ، ولا معي أحد من غلماني ، ولا قماشي ، فوكل به جماعة ، وأعطاه خمسمائة دينار ، وقال كل مالك يلحقك ، والله لا يضيع لك خيط واحد ، وسار به الموكلون ، ورجع المعظم إلى خيمته فوقف حتى جهز خيله وغلمانه وثقله ، ولم يبق له خيطا واحدا ، وساروا خلفه ، وعاد المعظم إلى خيمته ، وجاء إليه الكامل فقبل الأرض بين يديه وخاف الفائز خوفا عظيما.
وأما ابن المشطوب فاجتاز بظاهر دمشق ، وسار إلى حماة ، وأقام بها فبعث إليه الأشرف منشورا بأرجيش بلد خلاط وزيادة ، وبعث إليه بالخلع ، فسار إلى الأشرف فأكرمه وأحسن إليه ، فصار يركب بالشبابة ويعمل له سلطنة أعظم من الأشرف وتجبر وطغا وبغا وخامر على الأشرف ، وطلع إلى ماردين وقصد سنجار ، وجرى عليه ما سنذكره.
وفيها في شعبان أخذت الفرنج دمياط ، وكان المعظم قد جهز إليها ابن الجرخي الناهض في خمسمائة راجل ، فهجموا على الخنادق وكانوا طموا الخنادق ، وضعف أهل دمياط ، وأكلوا الميتات ، وعجز الكامل عن نصرتها ، ووقع فيهم الفناء ، والوباء ، فراسلوا الفرنج على أن يسلموا لهم