وقد أمر بقتله ، فبادر الأمراء فأخرجوه وأقاموه في الملك ، وكانت وفاة كيكاوس في شوال وهو الذي اطمع الفرنج في دمياط.
وفيها توفي محمد بن تكش ، خوارزم شاه وصل العراق في أربعمائة ألف ، ووصل إلى همذان يريد بغداد ، وقيل كان معه ستمائة جتر ، تحت كل جتر ألف ، وكان قد أفنى ملوك خراسان ، وما وراء النهر ، وقتل صاحب سمرقند ، وكان حسن الصورة أخلى البلاد من الملوك ، واستقل بها ، فكان ذلك سببا لهلاكه ، ولما نزل همذان كان في عسكره سبعون ألفا من الخطا ، فكاتب القمي عساكره ، ووعدهم بالبلاد فاتفقوا مع الخطا على قتله ، وبعث القمي إليهم بالأموال والخيول والخلع سرا ، فكان ذلك سببا لوهنه ، ولما علم خوارزم شاه بذلك سار من همذان طالبا خراسان ، فنزل بمرو ، والتقى في طريقه الخيل والخلع والكتب المنفذة إلى الخطا ، فلم يمكنه الرجوع لفساد عسكره ، وكان خاله من الخطا ، وكانوا حلفوه أن لا يطلعه على ما دبروه عليه ، فجاء إليه في الليل وكتب له في يده صورة الحال ، ووقف بازائه فنظر إلى السطور ، وفهمها وهو يقول : خذ لنفسك فالساعة تقتل ، فقام وخرج من تحت ذيل الشقة ومعه ولداه : جلال الدين وأخوه ، وركب وسار بهما ، ولما خرج من الخيمة دخل الخطا والعساكر من بابها ظنا منهم أنه فيها ، فلم يجدوه فنهبوا الخزائن والخيول والخيام والجواري ، فيقال إنه كان في خزانته عشرة آلاف ألف دينار ، وألف حمل قماش أطلس وغيره ، وعشرون ألف فرس وبغل ، وكان له عشرة آلاف مملوك مثل الملوك ، وتمزق الجميع ونهب.
وأما خوارزم شاه فهرب إلى البحر ، وركب في مركب سفينة صغيرة إلى جزيرة ، وهرب ولده جلال الدين إلى الهند ، ومعه أخوه ، وصعد خوارزم شاه إلى الجزيرة ، وبها قلعة فتحصن بها فأدركه الموت دون صعود القلعة ، ودفنوه على ساحل البحر ، وجاء الخطا فدلوا عليه فنبشوه