واجم ، ولم أعلم بحاله ، فلما دفن أبوه قام قائما وشق ثيابه ، ولطم على رأسه ووجهه ، وكان يوما عظيما وعمل العزاء ثلاثة أيام بالإيوان الشمالي ، ولما رأيت المعظم بلغ به الحال تكلمت في أول يوم ، فلما انقضى العزاء عتبني المعظم ، وقال : يا سبحان الله أنت صاحب العزاء ايش كان حاجة إلى كلامك مع ابن؟؟؟ ، وكان الناصح قد تكلم في ذلك اليوم ، فقلت : لابد من الكلام فقال : وإذا كان ولابد فليكن يوم الثالث فلا يتكلم معك أحد ، فامتثلت ما أمر ، وعمل له العزاء في الدنيا كلها ، ونودي ببغداد : من أراد الصلاة على الملك العادل الغازي المجاهد في سبيل الله فليحضر إلى جامع القصر ، فحضر الناس ولم يتخلف سوى الخليفة ، وصلوا عليه صلاة الغائب ، وترحموا عليه ، وتقدموا إلى خطباء الجوامع بأسرهم ففعلوا ذلك بعد صلاة الجمعة ، وفوض إلى الملك المعظم نوبة بدر الدين حسن في اليوم الثالث ، وكتب به إليه وكان الصالح إسماعيل ، وأخوه قطب الدين أحمد بدمشق فمقام الصالح فتوجه إلى بصرى وأحمد فتوجه إلى مصر ، وأقام العادل بالقلعة إلى سنة تسع عشرة وستمائة ، ثم نقل إلى تربته التي أنشأها عند دار العقيقي ومدرسته.
ذكر أولاده
كان له عدة أولاد منهم : شمس الدين ممدود والد الجواد يونس ، والكامل محمد ، والأشرف موسى ، والمعظم عيسى ، والأوحد أيوب ، والفائز إبراهيم ، وشهاب الدين غازي ، والعزيز عثمان شقيق المعظم ، والأمجد شقيقهما أيضا والحافظ أرسلان ، والصالح إسماعيل ، والمغيث محمود ، ومجير الدين يعقوب ، وتقي الدين عباس ، وقطب الدين أحمد ، والقاهر إسماعيل ، وخليل أصغرهم.
وكان له عدة بنات أفضلهن ضيفة خاتون صاحبة حلب أم الملك العزيز ، وسنذكرها.