فصل
وفيها توفي منكلي بن عبد الله الخارج بهمذان ، وقد ذكرنا أنه هرب في الليل ، فضل عن أصحابه ، وجاء إلى بيت صديق له في بعض القرى ، وكان رئيسها ، فنزل عليه ، وكان تحته فرس سابق ، وسلاح له قيمة فأطعمه وسقاه ، فقام الرجل فقتله ، وأخذ رأسه ، وقيل إن الرجل قيده ، ثم قتله وحمله إلى أزبك ، فبعث به إلى ابن زين الدين ، فبعث به إلى الخليفة فكان عاقبة أمره ما ذكرنا ، وهذا دأب الدنيا ، وصلى الله على أشرف خلقه محمد وآله وصحبه وسلم.
السنة الثالثة عشرة وستمائة
وفيها توفي الملك الظاهر صاحب حلب ، ووصل إلى الملك العادل أبو العباس عبد السلام ابن أبي عصرون رسولا من حلب من الملك العزيز محمد بن الظاهر سأل تقريره على ما كان عليه والده.
فصل
وفيها نزل الأشرف من خلاط إلى حران في شعبان إلى الجلوس بجامع حران ، وقال : إلى الآن ما دخلت حران ، فضربت له خركاه في الجامع ، وحضر ، وكان يوما مشهودا ، وجلس في الخركاه ، وجاء الفخر ابن السمية الخطيب ، فقعد عنده ، وكتبوا إلي رقاعا كثيرة ، فجمعتها وقلت : اتركوا هذه إلى يوم مجلس شيخكم يجيب عنها ، فهو يطول روحه عليكم ، أما هذا اليوم ، فالوقت لا يحتمل فأعجب الأشرف ، وانقضى المجلس ، فقلت للأشرف : لابد لي في هذه السنة من شيئين الحج على بغداد ، والثاني الاعتكاف بالرقة ، فقال : مبارك ، وخرجت من حران في آخر شعبان أريد الرقة ، فبينما أنا بين مسكنة والرقة ، وإذا جاء بيني وبينهم رجل عليه بغلطاق أحمر ، فقلت لأصحابي : هذه شمائل الملك المعظم ، فقالوا : المعظم في دمشق أي شيء جاء به إلى هاهنا ، فلما