اجتماع الملوك بدمياط ، وساق إلى الشام في مماليكه يطلب قلعة كوكب ، وعجلون ، وكان ذلك يوم الاثنين سلخ جمادى الآخرة ، فأرسلوا الحمام من دمياط إلى بلبيس يخبرهم خبره ، فقال العادل : من ساق خلفه فله أمواله وقلاعه ، فقال المعظم : أنا ، وركب من دمياط يوم الثلاثاء غرة رجب ، وكنت أنا معه ، فقال لي : أنا أريد أن أسوق فسق مع قماشي ، ودفع لي بغلة ، وساق ومعه نفريسير ، وعلى يده حصان ، فكان صباح يوم الجمعة جهز ساق مسيرة ثمانية أيام في ثلاثة أيام فسبق سامة فانقطع عنه مماليكه ومن كان معه ، وبقى وحده بفرس ، فجاء إلى بلد الداروم ، وكان المعظم قد مسك عليه من البحر إلى الزرقاء ، فرآه بعض الصيادين في تربة الداروم فعرفه ، فقال له : انزل ، فقال : هذه ألف دينار وأوصلني إلى الشام فأخذها الصياد ، وجاء رفاقه فعرفوه ، وأخذوا به على طريق الخليل عليهالسلام ليحملوه إلى عجلون ، فدخلوا به القدس يوم الأحد سادس رجب جاء بعد المعظم بثلاثة أيام ، فقال المعظم رحمهالله : ما كنت خائفا إلا أن يصادفني في الطريق غلمانه فيقتلونني ، لو رماني أيدكين بسهم قتلني ، فأهلك الله أيدكين ، والجميع فأنزل سامة في صهيون ، وبعث إليه بطعام وثياب ولاطفه وراسله وقال : أنت شيخ كبير وبك نقرس ، وما يصلح لك قلعة سلم إليّ كوكب ، وعجلون وأنا أخلفك على مالك وملكك وجميع أسبابك ، وتعيش بيننا مثل الوالد ، فا متنع وشتم المعظم ، وذكر كلاما قبيحا ، فلما آيس المعظم منه بعثه إلى الكرك فاعتقله ، واستولى على قلاعه وأمواله وذخائره ، وخيله ، فكانت قيمة ما أخذ منه ألف ألف دينار.
وحج بالناس من العراق حسام الدين بن أبي فراس نيابة عن محمد بن ياقوت ، وكان معه خلع ومال لقتادة حتى سكت عنهم ، ومن الشام شجاع الدين بن محارب على إيلة .....
وفيها توفى الملك الأوحد صاحب خلاط ، واسمه أيوب بن أبي بكر