وفيها توفي شركس بن عبد الله الصلاحي ، ويقال إياز شركس ، ويقال جهاركس ، يعني أنه اشتري بأربعة دنانير ، وكان من أمراء صلاح الدين ، شهد معه الغزوات كلها ، وقد ذكرنا انحرافه عن الأفضل ، وكان العادل قد أعطاه بانياس ، وتبنين ، والشقيف ، وهونين وقلعة أبي الحسن ، وتلك البلاد وأقام بها ، وكان التردد إلى دمشق فمرض بها وتوفي في صفر ، ودفن بقاسيون ، وكان قد خلف ولدا فأقره العادل على ما كان لأبيه ، وقام بأمره صارم الدين خلطبا التبنيني أحسن قيام ، وسد تلك الثغور ، وقوم الأمور على أحسن نظام ، واشترى صارم الدين ضيعة بوادي بردا تسمى الكفر ، وقفها على تربة فخر الدين وعمر له فيه قبة عظيمة على الجادة ، وقابل احسانه إليه بالحسنى وزيادة ، وأقام صارم الدين بالحصون إلى سنة خمس عشرة وستمائة ، وانتزعتها منه يد الأيام وانتقضت تلك السنون وأهلها ......
السنة التاسعة وستمائة
وفيها خلع الخليفة على ايدغمش الفرجية ، والعمامة ، وخلعا تقارب خلع السلطنة ، وأعطاه مالا ، وأمره أن يبرز خيامه ليسير إلى همذان ، وأعطاه الكوسات والأعلام.
وفيها صرف خالي أبو محمد يوسف عن الحبسة والنظر في الوقف العام ، ورد ذلك إلى شرف الدين ابن البخارى ، فولى أبو البركات يوسف ابن أبي البركات يوسف بن المبارك ابن هبة الله الحسبة ، والوقف العام.
وفيها كانت نوبة سامة الجبلي ، اجتمع العادل وأولاده : الفائز ، والكامل ، والمعظم عيسى بدمياط ، وكان سامة بالقاهرة قد استوحش منهم ، واتهموه بمكاتبة الملك الظاهر صاحب حلب ، وحكى لي المعظم أنه وجد كتبا إليه ، وأجوبة ، فخرج سامة من القاهرة كأنه يتصيد ، وتم